فعل تتحدى به المملكة المحرضين

الرياض ـ عناوين:

قالت الكاتبة الصحفية زينب غاصب إن إدارة الحج والأمن هي من أصعب المسؤوليات التي تحملها المملكة على عاتقها، وتؤديها بكل تفانٍ، وبكل مرونة مشيرة إلى أن البلدان في شتى أنواع العالم تستصعب استضافة أحداث رياضية أو اقتصادية أو اجتماعية، أو ما شابهها، وتستعد للحدث على مدى سنوات، فما بالنا بمن يتكرر عليه الحدث كل عام.

واضافت غاصب في زاويتها المنشورة في صحيفة الحياة بعددها الصادر لهذا اليوم، قائلة: حقيقة لا يكاد العقل يستوعب كيفية تنظيم وتسيير هذه الملايين من الناس في مكان واحد، لكنها المملكة التي علمتها الأزمنة المتوالية بخبراتها، وأصقلتها التجارب، تنجح في هذا وتبتكر وتزيد، وتفاجئ الضيوف بكل ما هو جديد يبهرهم، ويفرحهم كل عام من مشاريع وخدمات مميزة.

ولفتت الكاتبة إلى أن كل البلدان في جميع أنحاء العالم تستقبل الضيوف، سياحةً وعملاً وهجرةً، إلا بلادنا العظيمة التي شرفها الله بالمقدسات الإسلامية، فهي تستقبل ضيوفاً استثنائيين على مدار العام، عمرة وحجاً، ولأن هؤلاء ضيوف الله ناداهم فأجابوا النداء، ودعاهم فلبّوا الدعوة، فمن هنا جاء استثناؤهم في تجارة مع الله وإليه.

وأضافت: حجاج بيت الله الكريم تتدفق قوافلهم في مثل هذا الموعد من كل عام، وتنساب أفئدتهم، وتهفو إلى الوقوف بين يدي الله، هنا في مكة ومنى وعرفات ومزدلفة والمدينة المنورة، تفيض أعماقهم ذكراً لله، في أيام معدودات، شعارها الله تلبية، وتكبيراً وتسبيحاً، ولأن هؤلاء الضيوف ليسوا ككل الضيوف، فلذا تجد المملكة تستنفر كل طاقاتها وإمكاناتها لخدمتهم، والسهر على راحتهم، ليس كلاماً، بل هو فعل يراه المنصفون، ويشهد به الصادقون.

ومضت تقول إن الخدمة ليست مقتصرة على الاستقبال والترحاب، بل في كل جهودها، من تهيئة الحرمين الشريفين، توسعةً وبناءً، وتنفيذاً للمشاريع الكثيرة في المشاعر المقدسة، ليتمكن الحجاج من تأدية مناسكهم، في يسر وسهولة، فالمسألة ليست في الطواف والسعي، والإقامة في المشاعر، بل ما يتبعها من خدمات صحية وأمنية، وإدارة للملايين الذين تجمع هدفُهم في مكان واحد.

وحمدت الله الذي حمى ويحمي مقدساته، في محيط مضطرب من الحروب والفتن والمؤامرات، في معظم الأقطار العربية، وحمدته سبحانه أن هيأ الأمن لضيوفه، بجهود أبناء هذه البلاد وسواعدهم الواحدة، لينعم الضيوف بالطمأنينة والسكينة، مفرغين أنفسهم لعبادة ربهم وأداء مناسكهم، من دون خوف أو قلق أو نقص في ما يحتاجون إليه، في إقامتهم وتنقلاتهم ومرضهم وحمايتهم، حتى يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين في بضاعتهم مع الله، في أشرف تجارة يربحها الإنسان في عمره كله.

ووجهت غاصب رسالة إلى الظانين بالمملكة ظن السوء، ممن يحاولون تشويه صورة المملكة، وزرع الشعارات السياسية في الحج، وزعزعة ثقة الضيوف، قائلة إنه ليس لهم إلا سوء ظنهم الذي يرتد عليهم، سواء من داخل المملكة أم خارجها، فالمسألة ليست خافية على أحد، إذ إن المملكة تطاردها الدعاية المضادة في كل حج، كيداً وحسداً وعجزاً عن تحقيق أي إنجاز للمسلمين في أي مجال من المجالات التي تفتخر بها الدول، لأن خدمة المسلمين ليست مقتصرة على الحج، وتستطيع أن تخدمه عن طريق حمايته من الإرهاب، والهرطقات الحزبية، والتكتلات الطائفية، والتعصبات المذهبية، لتحقيق غاية الله في الأرض بتعميرها، لا بخرابها، وبكرامة الإنسان، وتحقيق العدالة الإنسانية والاجتماعية له، والعدل والمساواة في حكمه، وتحقيق أسباب النمو له من علم، وعمل، وأمن واستقرار، المسألة ليست ظواهر صوتية تفتح أبواق دخانها كل عام لتغييب وعي الحجيج لجره خلف الشعارات السياسية، بل فعل تتحدى به المملكة المحرضين.

اليوم أول أيام عيد الأضحى، وكل عام والحجيج، والناس قاطبة بخير.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *