ملاعب الأحياء بدلا من الحدائق

قد يستغرب البعض من هذا العنوان «المستفز». إذ ليس هناك عاقل يطالب بتحويل الحدائق إلى ملاعب خاصة مع تزايد أعداد السعوديين الذين يسكنون في شقق بالكاد تكفي حوائجهم. لكن إذا كان الحديث عن مدن تملك واجهات بحرية تمتد لعشرات الكيلومترات فحينها يكون المقترح الذي أشرت إليه في عنوان هذا المقال أمرا مقبولا. فهو مناسب للمدن الساحلية التي تملك مثل تلك الواجهات المهيأة للتنزه العائلي المتكامل، كما هو حال مدن المنطقة الشرقية أو المدن الساحلية الأخرى في المناطق الغربية والجنوبية والشمالية.

المدن الساحلية تملك واجهات بحرية متميزة ومكتملة الخدمات وأكثر رحابة من الحدائق الصغيرة داخل الأحياء. وحسب الإحصاءات العامة لسكان المملكة فإن شريحة الشباب تعتبر هي الأكبر من بين شرائح المجتمع. وكما نعلم فإن هذه الشريحة بحاجة لساحات عامة ولملاعب يمارسون عليها أنشطتهم وهواياتهم؛ لتفريغ طاقاتهم الزائدة. ولأن لعب كرة القدم في الواجهات البحرية غير ممكن، والملاعب المستثمرة لا تفي بالغرض؛ كونها ليست مجانية، وليس كل الشباب قادرين على دفع الإيجار اليومي لها، فإن الحل الأمثل هو الاستفادة من تحويل تلك الحدائق إلى ملاعب رياضية نموذجية.

الفكرة التي أطرحها بحاجة للمزيد من النقاش؛ لمعرفة سلبياتها وإيجابياتها، خاصة وأن لدى الأمانة تجارب ناجحة عندما خصصت الكثير من المساحات لمثل هذه الملاعب، واستفاد منها مئات الشباب في مختلف مدن الحاضرة. ولعل ما يدعم هذه الفكرة هو أن الواجهات البحرية تقع على مسافة قريبة من الأحياء السكنية، حيث يسهل الوصول إليها. مدن الشرقية مهيأة لتطبيق هذه الفكرة، فلكل مدينة واجهتها البحرية التي تجد الأسرة فيها كل ما تحتاجة من خدمات.

الشباب بحاجة للمزيد من الأماكن التي يمارسون فيها أنشطتهم بعد أن ضاقت المساحات عليهم، وتطبيق هذه الفكرة سيساهم في ذلك؛ بشرط أن تقع تلك الحدائق على شوارع رئيسية وحولها مواقف كافية وبعيدة عن منازل الحي.. ولكم تحياتي

محمد البكر

نقلاً عن (اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *