عزيزتي الزوجة.. لا تجعليه يهرب منك !

بعض البيوت يهرب أهلها إليها، وبعض البيوت يهرب أهلها منها!

عندما تتابع سير الناجحين تجد وراءهم بيوتا مستقرة محفزة، وفرت لهم البيئة المناسبة فأبدعوا.

والنصيحة الشهيرة التي تساعد في الحماية من الضغوط والانهيار والأمراض: اجعل بيتك جنة.

وبالمقابل كثير من المشاكل والمعاناة وراءها بيت مضطرب، وكما قال أمير الشعراء:

ليس اليتيم من انتهى أبواه من

همِ الحياة وخلفاه ذليلا

إن اليتيم هو الذي تلقى له

أما تخلت أو أبا مشغولا

وفي وقتنا الحاضر تجد كثيرا من الأزواج يتسابقون في الهرب من بيوتهم إلى الاستراحات أو الرحلات الطويلة مع الأصدقاء لا مع العائلة أو المقاهي وما في حكمها.

لماذا يهرب الزوج من بيته؟ ولماذا أصبحت الاستراحة أو المقهى مكان الأنس والانشراح؟!

أعتقد أن هذا السؤال يجب أن تسأله كل زوجة لنفسها، وتجيب عنه بكل صدق ووضوح وتحديد.

فإن كان السبب الزوج، فعليها أن تبحث لهذا الأمر الخطير عن حل لأنه سيترتب عليه مشاكل كبيرة، عليها وعلى أولادها.

وإن كانت هي السبب، باعتماد كامل على الشغالة فيجد الزوج كلما أتى إلى بيته بعد يوم عمل مرهق، روائح لا تطاق، وحاجات متراكمة بالكاد يمر بينها، فلتراجع نفسها، لأن الزوجة تستطيع أن تحول بيتها بأناقة إلى حديقة غناء حتى ولو كان شقة صغيرة.

أو بغياب للكلمة الجميلة والبسمة العذبة التي هي علاج لكل غم، فلتبتسم ولتحرص على الكلمة الجميلة، فليس شرطا خلو كل مبتسم وصاحب كلمة طيبة من الهموم والمنكدات، ولكن العظماء يتسامون.

أو ببيت هو عبارة عن ساحة صراخ وعويل، بصراخ على الأولاد، والحياة الصعبة، ودعوات تتجاوزهم إلى والدهم بعض الأحيان، أو بطلبات متتابعة لا تتوقف، ولا تعرف زمانا ولا مكانا مناسبين، أو بشكاوى لا تتوقف وأساسها ظنون سيئة أو اختلافات لابد منها، فلتتنبه.

أتمنى من كل زوجة أن تضع بقاء زوجها في بيته وبيتها أغلب وقته هدفا تبذل من شأنه كل وسيلة ممكنة، ليس من أجله، بل من أجلها وأجل أولادها.

د. شلاش الضبعان

نقلاً عن (اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *