سقوط قطر والحلفاء من حولها

ماذا حدث لإيران وقطر وتركيا؟ فقد جاء في محكم الآيات الكريمة قول الله تعالى: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} سورة النازعات(46) وهو تعبير عن قصر المدة إما أول النهار أو أول الليل، وقالت العرب:

مابين طرفة عين وانتباهتها

يغير الله من حال إلى حال

أيضا قالت العرب: ما بين عشية وضحاها يغير الله من حال إلى حال.

لقد وضعتنا هذه الدول الثلاث (تركيا وإيران وقطر) ومعها بعضٌ من الإعلام الغربي ابتداءً من الثاني من أكتوبر الماضي إلى الخامس من نوفمبر أي من مقتل جمال خاشقجي وحتى البدء في تنفيذ العقوبات الأمريكية الاقتصادية على إيران، وضعتنا الدول المعادية تحت ضغط الإعلام غير المنضبط الذي عاش على الكذب والتسريبات والتوقعات والتكهنات والتلفيق من صحف ووكالات أنباء ومحطات أمريكية كانت رصينة، ووكالات أنباء وصحف تركية، وحكومة قطر وقناة الجزيرة التي ما زالت تنفث سمومها وتصر على متابعة أزمة خاشقجي إعلاميًا حتى وإن دخلت أخبار الأزمة في المنطقة المعتمة.

إيران سيلتف حول عنق اقتصادها حبال العقوبات الأمريكية وتساندها دولٌ عديدة إما كراهية لسياسة إيران حول العالم أو استجابة لمصالحها الاقتصادية مع أمريكا.

وتركيا ستفقد الحليف المساند لها إيران، كما أنها ستغرق في الشمال السوري وفِي أدلب وحلب، والاقتتال ضد جماعات في شرقي الفرات، والهم الأكبر من انفصال أكراد شرقي تركيا أو قيام الدولة الكردية الكبرى على أراضي إيران والعراق وتركيا وسوريا، أما حكومة قطر وقناة الجزيرة والجيش الإعلامي الذي تموله حول العالم فقد خسر أكثر من مرة: مرة عندما راهنت قطر على إيران التي ترى أنها القوة الكبرى في الشرق الأوسط، ومرة راهنت على تركيا القوة الإسلامية وارثة الخلافة العثمانية ستكون القوة التي تتكئ عليها الحكومة القطرية عبر قاعدتها وقواتها في قطر، ومرة المراهنة على أن قضية خاشقجي ستصيب بمقتل -لا سمح الله- السياسة والنفوذ السعودي وتشل حركته بالمنطقة.

امتصاص السعودية لصدمة خاشقجي، وانفضاح وتعري قناة الجزيرة وحقدها الأسود علينا، وبدء العقوبات الأمريكية الاقتصادية على إيران، وتورط تركيا في الشمال السوري والدخول بتجاذب سياسي وعسكري من دولتين هما أمريكا وروسيا سوف يجهدها ويجعلها متورطة وغارقة في تفاصيل التخرصات السياسية، هذه العوامل جميعها تحولت إلى قوة لنا، مدتنا بالنفس العميق والساحة التي نبحث عنها.

د.عبدالعزيز الجار الله

(الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *