الاهتمام بالبيئة .. يسعد الجميع

أهمل الجميع العناية بالبيئة للانشغال بالنهضة والطفرة التي شملت مجالات التجارة والصناعة والزراعة في بلادنا خلال العقود الماضية.. ولم تكن هناك جهة محددة مسؤولة عن العناية بالبيئة وحمايتها وتنمية مكوناتها من نبات وحيوان.. فوزارة الزراعة والمياه كانت مشغولة بالتنمية الزراعية وتشجيع المزارعين مع محاولة المحافظة على المياه (وهي معادلة صعبة) وحينما أضيفت لها أخيرا البيئة جاءت في المقدمة لتوجد نوعا من التوازن ولذا فقد منحت صفة الأولوية في الاهتمام وظهر تعاونها مع الهيئة العامة للحياة الفطرية في الالتفات للمتنزهات البرية التي أطلق عليها .. (المتنزهات الوطنية) لإعطائها صفة أعلى من حيث حمايتها أولا من الاحتطاب والصيد الجائر، وكذلك تشجيع الجهود الحكومية والأهلية التطوعية لإعادة زراعة أشجارها التي انقرضت بفعل الإهمال والاحتطاب.. وجلب نوعيات من الحيوانات المعروفة كالريم والوضيحي وربما الأرانب مستقبلا.. وقد تم في الأسبوع الماضي إطلاق مجموعة من ظباء الريم في شعيب حريملاء، الذي يعد أقرب متنزه وطني للعاصمة الرياض والذي يتمتع بحماية الأهالي بموجب خطاب من الملك المؤسس عبد العزيز – رحمه الله-.. وقد وضعت تغريدة على حسابي في تويتر حول هذا الخبر فوجدت تفاعلا كبيرا يدل على سعادة كبيرة بهذه الخطوة وتمنى كثير أن تشمل جميع المتنزهات الوطنية في مختلف مناطق بلادنا الغنية بالواحات الجميلة وبتنوع أشجارها وحيواناتها وطيورها وهذا الاهتمام بالبيئة في هذا الوقت بالذات يخدم أهداف برنامج التحول الوطني التي تضع السياحة ضمن أهم القطاعات التي يتم التركيز عليها.. وسنلاحظ توجها للسياحة الداخلية والريفية على وجه الخصوص خلال السنوات الخمس القادمة.. ويساعد تنوع المناخ والتضاريس في إيجاد سياحة صيفية وسياحة شتوية وأخرى بحرية وبرية وتسلق للجبال في قارة تمتد شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.. ويضاف إلى تلك المقومات شعب مضياف وفنون وتراث يختلف من منطقة إلى أخرى. وأخيرا: هذه الجوانب أتمنى على الزملاء والإعلاميين الكتاب إبرازها ليعلم الجميع أن مقومات الاقتصاد السعودي ليست البترول ومشتقاته والصناعة والاستثمار فقط، وإنما هناك البيئة البكر النظيفة التي لم تستثمر بالشكل الصحيح حتى الآن.. مع أنها ثروة لا تتوافر لكثير من الدول التي تشتكي من التلوث وقسوة المناخ على مدار العام في جميع مناطقها.. والمؤمل أن يكون لدى وزارة البيئة والزراعة والمياه خطة سنوية للعناية بالبيئة يعلن عنها في أول العام حتى يتمكن كل مهتم من متابعة تنفيذها ويساعد بفكره وقلمه في أن تحقق أهدافها وأن تجد القبول والتشجيع من مواطني كل منطقة كونهم العنصر الأهم في نجاح الخطط والمشروعات، خاصة ما يتعلق بتحسين البيئة وحمايتها من عبث العابثين.

علي الشدي

(الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *