لا نركع إلا لله

عندما صرحت المملكة بأنها سترد على أي إجراء تتخذه أي دولة أو منظمة عليها بإجراء أكبر، لم يكن ذلك إلا عنوانا بسيطا لما تملكه المملكة من قوة وتصميم. لا يهمنا حجم الدولة التي تهددنا، فنحن نقف أمامها وأمام غيرها الند للند، ومن باب قوله تعالى «فمنِ اعتدىٰ عليكُم فاعتدُوا عليهِ بِمِثلِ ما اعتدىٰ عليكُم». فالمملكة لم تعتد على أحد، ولم تتدخل في شؤون غيرها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز – يرحمه الله -، لكنها لم ترضخ يوما ولن ترضخ الآن لأي تهديد ومن أي جهة كانت. سياستنا ألا نعادي أحدا، فمن يتقدم لنا خطوة نتقدم له عشر خطوات لأننا بلد مسالم همنا الحفاظ على أمننا وسلامة مجتمعنا وحماية مكتسباتنا. فإن أرادت أي دولة في العالم إلحاق الضرر بنا، فلدينا ما نملكه من قوة ستجبرهم على مراجعة أنفسهم وتعديل سياساتهم المليئة بالنفاق والمصالح الاستعمارية التي أكل الزمن عليها وشرب.

ومع أننا قوة اقتصادية عالمية يمكننا التأثير من خلاله على الاقتصاد العالمي، إلا أن الأهم هو ما نملكه من مكانة في العالمين العربي والإسلامي. فنحن لسنا وحدنا وما يضرنا لن يقبله مسلم شريف على هذه البسيطة. ثم أننا نجحنا في التكيف مع أسعار النفط عندما وصلت إلى ما هو دون العشرة دولارات للبرميل، ولن يصعب علينا التكيف مع أي ظروف جديدة، لكن هل «الغرب» يستطيع تحمل ردة الفعل السعودية اقتصاديا وإسلاميا وشعبيا!؟.

لقد أصبح العالم مدركا أن قصة السيد جمال خاشقجي ما هي إلا مسرحية ومؤامرة حيكت بـ (ليل). وإذا كانت قنوات قطر ومالها الفاسد سوقت لهذه المؤامرة على مدار الساعة ومنذ بدء الأزمة، إلا أن العبرة في خواتيمها.

نحن لا نتحدى إلا إذا فرض التحدي علينا والأيام بيننا. ولكم تحياتي

محمد البكر

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *