أصبت الحقيقة.. وأحسنت القول(2)

في حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لـ(بلومبيرغ) قال ما قاله لأن هناك ما يستدعي إلى ذلك ويلح عليه، فاللغط والإشاعات وتَقَصُّد المملكة بالإساءات لا يمكن لمحمد بن سلمان أن يقف موقف المتفرج منها، وهو الذي يملك الحجة والبراهين والمعلومة، ومقارعة أي كلام بالحكمة والرأي السديد.

* *

تحدث عن العلاقة مع أمريكا، وقال إن أي صديق سيقول أمورًا جيدة وأخرى سيئة، وأنه لا يمكن أن نحظى بأصدقاء يقولون أمورًا جيدة عنا بنسبة 100%، حتى داخل عائلتك، لذا فالمملكة تضع سوء الفهم ضمن هذا الإطار، ولهذا فإن العلاقة مع أمريكا ورئيسها ترامب جيدة.

* *

كما أن العلاقة السعودية – الأمريكية، علاقة احترام وتعاون وشراكة، ولكنها لا تصل إلى درجة ما قاله الرئيس ترامب بأن على المملكة أن تدفع أكثر مقابل أمنها، فالمملكة – يقول الأمير – لن ندفع شيئًا مقابل أمننا، وجميع الأسلحة التي حصلنا عليها من أمريكا قد دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية.

* *

ولم تكن العلاقة السعودية – الكويتية هي الأخرى غائبة عن اللقاء المهم لولي العهد، فقد كانت المنطقة المحايدة حاضرة ضمن الأسئلة، وكانت الإجابة الأميرية أن الدولتين تقتربان من تحقيق شيء ما، هناك فقط بعض المسائل العالقة منذ خمسين عامًا، والجانب الكويتي يريد حلها الآن، قبل أن نستمر في الإنتاج في تلك المنطقة.

* *

وعندما طُلب من سموه الإيضاح أكثر، أكد أن الأمور العالقة هي جزء من مسائل ذات علاقة بالسيادة ولم يتم حلها بين المملكة والكويت بعد، ورأي المملكة أنه يستحيل حلها في أسابيع قليلة، لهذا – يقول الأمير – نحن نعمل للحصول على اتفاق مع الكويت لكي نستمر في الإنتاج، وفي الوقت ذاته نعمل على حل مسائل السيادة.

* *

يواصل ولي العهد حديثه عن القضية ذاتها مع الكويت فيشير إلى أن المملكة جاهزة، ويمكننا الحصول على شيء ما قريبًا، وهناك محاولة مع الكويتيين لإقناعهم بالحديث حول مسائل السيادة، على أن نستمر في الإنتاج حتى يتم حلها، والقيادة الكويتية تريد المضي قدمًا في ذلك مع وجود تفاوت في الموقف بين الكويتيين، لكنها مسألة وقت وتُحَل.

* *

تنتهي هذه الحلقة من قراءتي لحديث الأمير محمد بن سلمان بكلام من سموه جاء فيه: لم أدعُ نفسي مصلحًا في المملكة، أنا ولي عهد السعودية، أحاول أن أبذل قصارى جهدي من خلال منصبي كولي عهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، ولا يهمني كيف ينظر العالم إليَّ بقدر ما يهمني ما يصب في مصلحة بلادي والشعب السعودي، وأي أمر يخدم الشعب السعودي والسعودية كدولة سأفعله بكل قوة، بغض النظر عن الانطباعات التي سيخلفها عني، إذا كان الأمر جيدًا فشكرًا، هذا أمر رائع، أما إذا كان سيئًا فسأحاول توضيح نفسي، وإذا نجح ذلك فهذا أمر طيب، أما إذا لم ينجح فإنني سأفعل ما هو جيد لبلدي وشعبي.

* *

بهذه اللغة الجميلة، قال الأمير محمد ما قاله، وتحدث بما لا يمكن إلا أن يكون مقنعًا، وذهب في لقائه إلى تشخيص منه لكل ما كان موضع تداول محليًا وإقليميًا ودوليًا، بكلمته الصادقة، ورأيه السديد، وصراحته التي لا تخفي شيئًا.

– يتبع –

خالد بن حمد المالك

(الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *