اللاعبون بنار الفتنة

من يلعبون بنار الفتنة يوجدون الآن في طول العالم العربي وعرضه. وهم متعددون متنوعون يجمعهم هدف واحد هو تقويض استقرار الدول العربية وإعادتها إلى الخلف مئات السنوات. طبعًا هم يُستخدمون من أجندات أجنبية، بعيدة وقريبة، لديها مخططاتها لإضعاف العالم العربي وإعاقة تطوره وجعله على الدوام متأثرًا وليس مؤثرًا بما يجري من أحداث وأزمات.

هؤلاء اللاعبون بالنار ليسوا فقط أولئك المحسوبين على نوايا الشر الإيرانية أو الإخوانية أو ما انبثق عنهما ومثلهما من تنظيمات وميليشيات. هناك الآن من انقلب على ماضيه، كباحث أو دارس أو مفكر معتبر ومعني بمصالح أمته ومقاومة أعدائها، لينخرط في معسكر (الفتنة) العارم وينضم إلى جوقة الكذابين ومروجي الإشاعات الضارة.

خذ مثلًا ما حدث مؤخرًا من بعض الأسماء المعروفة من تشكيك بمتانة العلاقات السعودية – الكويتية. وما انتشر من إشاعات روجتها هذه الأسماء حول نتائج زيارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى الكويت.

لم يكن أحد ليصدق، قبل حين، أن هذه الأسماء يمكن أن تُشترى بهذه البساطة، وأن تحمل كل هذه الضغينة للاستقرار الخليجي وسلامة دول وشعوب الخليج. هي من الخليج، بل هي من الكويت والسعودية، ومع ذلك تسابقت من فورها إلى التصيد ومحاولة إشعال نيران الفتنة، ما اضطر وزارة الخارجية الكويتية إلى تسفيه ما أوردته ونفي ما أشاعته نفيًا قاطعًا وجازمًا، مؤكدة على حميمية وخصوصية العلاقات بين الدولتين الشقيقتين.

وهنا، أو بناءً على هذا الواقع المشهود، لا بد من المطالبة بالمحاسبة الفورية والأخذ على يد مروجي الإشاعات التي تضر أمن الدول الخليجية واستقرارها وسلامة شعوبها، فكل شيء قابل للأخذ والرد إلا درء الأخطار عن هذه الدول، واللاعبون بنيران الفتنة من مواطني هذه الدول أخطر عليها من أعدائها من خارجها.

محمد العصيمي

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *