سعوديون ونفتخر

احتفالنا بذكرى أهمّ حدث مرَّ بالبلاد، كان احتفالاً مبهجاً، تحوَّل اليوم الوطني إلى أفراح (وليالي ملاح)، وظهر كما لم يظهر من قبل بصور ومشاهد جددت الوفاء لمن يستحق أن نكون أوفياء لدوره التاريخي الذي لن يُنسى.

* *

تنوعتْ مظاهر الأفراح، وتعددت صور الجمال الأخاذ في تجسيد هذه الظاهرة المبهرة في التعبير عن الذكرى الـ88 في عمر المملكة العربية السعودية، بكل ما يحمله المواطن لها من عز وافتخار.

* *

اكتست مدن وقرى المملكة لونها الأخضر الزاهي، وتحوَّل شعار المناسبة إلى أيقونة، إلى علامة خالدة، وإلى إشارة إلى أهم وحدة عربية خلدها التاريخ.

* *

ما أسعدنا شعب المملكة، وقد تحولت هذه الصحراء المترامية الأطراف إلى هذا المستوى المتقدم تعليمياً واقتصادياً وأمنياً، وأن يكون لها كل هذا الاهتمام قارياً ودولياً.

* *

هذا هو إنجاز عبدالعزيز ورجاله، إنجاز تواصل من بعده بقيادة أبناء المؤسس الملوك، وما زال هناك في الطريق المزيد من الإنجازات، فالمملكة تتحول بسرعة من دولة صغيرة بإمكاناتها وقدراتها إلى إحدى دول مجموعة العشرين، بجانب أكبر دول العالم، في أكبر مجموعة دولية اقتصادية.

* *

لهذا لا تستغربوا، لا تأخذكم الدهشة، ولا تتساءلوا لِمَ كل هذا الاهتمام بالمملكة، فالتاريخ والإنجازات والتقدم السريع هي سر هذا التفوق، وسبب هذا الحضور السعودي الغالي عالمياً.

* *

هناك تحديات نعم، وهناك معوقات، هذا استنتاج صحيح، لكن بالتخطيط والعمل المشترك بين القطاعيين العام والخاص، وبين المواطنين والحكومة، أمكن للمملكة أن تبلغ ما بلغته من التطور والتقدم إلى هذه الآفاق المدهشة.

* *

وعندما تستقر الأوضاع في العراق وسوريا ولبنان، وتتوقف الحرب في اليمن، وتنأى إيران بنفسها من التخريب ودعم الإرهاب، وعندما تعود قطر إلى السرب الخليجي، عند ذلك ستكون الفرصة أسرع وأكبر في تحقيق معطيات الرؤية 2030.

* *

لكن ومع كل هذه المعوقات، فإنها لن تصرفنا في المملكة عن تنفيذ برامجنا وخططنا الطموحة، وسيكون الخاسر الأكبر في مواجهة هذه التحديات هي تلك الدول التي انصرفت عن تنمية بلادها بدعمها للإرهاب، فحرمت بذلك شعوبها من أن تكون بمثل ما هو عليه المواطن السعودي من أمن ورفاهية واستقرار.

* *

كلنا أمل وثقة وتطلع بأن تواصل المملكة في عهد سلمان ومحمد كما رسم لها ذلك الوالد المؤسس، وأن نحتفل العام القادم بالذكرى الـ89 وقد تبوأت بلادنا مراكز أخرى متقدمة على مستوى العالم، فما أُنجز في عهد سلمان ومحمد يبشر بالمزيد من الخير في المستقبل القريب.

خالد بن حمد المالك

رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *