توقعات بتحرك دولي لردع الميليشيا بعد قرار السعودية بشأن النفط

العالم في مواجهة الإرهاب الحوثي

الرياض - عناوين

أحدث قرار المملكة العربية السعودية وقف تصدير شحنات النفط – مؤقتاً – عبر مضيق باب المندب ، أمس الأربعاء (25 يوليو 2018) على خلفية تعرض ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر لهجوم إرهابي من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران ، دويا هائلا في العالم.

وأدى القرار إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، صباح اليوم الخميس ، حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة خلال شهر سبتمبر لمزيج النفط برنت بنسبة 0.51% إلى 74.31 دولار للبرميل، أما العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط خلال سبتمبر فقد نمت بنسبة 0.06% إلى 69.34 دولار للبرميل الواحد.

وكان وزير الطاقة خالد الفالح أعلن، ليل الأربعاء ، أن المملكة “ستوقف بشكل مؤقت” كل شحنات الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب ، وهو ما وضع العالم وخاصة أمريكا وأوروبا في مواجهة الإرهاب الحوثي ، الذى أسفرت جرائمه الإرهابية عن تأخر شحنات النفط إلى عدد من دول العالم.

ورأى كبير محللي الأسواق لدى “أكسي تريدر للوساطة” غريغ ماكينا أن قرار السعودية ساهم في نمو أسعار النفط ، موضحا أن الإحصاءات من الولايات المتحدة. إذ أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية، يوم الأربعاء 25 يوليو، أن احتياطيات النفط التجارية في الولايات المتحدة للأسبوع الماضي، انخفضت بمقدار 6.1 مليون برميل أو بنسبة 1.5% إلى 404.9 مليون برميل. وبذلك تم تسجيل أدنى مستوى للاحتياطيات منذ شباط/فبراير من عام 2015.

فيما قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي لوكالة “فرانس برس” إن تعليق شحنات النفط “يوفر للسعودية والإمارات فرصة لدفع المجتمع الدولي نحو التركيز على إيجاد حل للحرب ” في اليمن. وتابع “تعليق شحنات النفط قد يؤدي الى تصاعد النزاع مع احتمال تدخل قوى خارجية لمساندة السعودية”.

وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ندد بالهجوم على ناقلتي النفط ، وصرح السفير محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسمه بأن “قيام الحوثيين باستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر يُمثل تهديداً لحركة التجارة العالمية، ويُضاعف من المخاطر الأمنية في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة”، مُضيفاً أن “الأمر يتطلب موقفا ًموحداً من جانب المجتمع الدولي لشجب وردع هذا السلوك الخطير”.

و أكد المحلل السياسي حمود الرويس أن العالم سيبدأ اليوم، استيعاب خطر المليشيا الحوثية الإرهابية المسلحة الموالية لإيران، وسيدرك أن أوروبا ستكون المتضرر الأول والأكبر بعد قرار السعودية تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب، والذي تمر من خلاله 10% من التجارة العالمية.

وقال “الرويس”: العالم سيشهد خلال اليومين المقبلين تحركاً دولياً وأممياً لإيقاف المليشيا الحوثية عند حدها؛ نظراً لكون الاقتصاد هو المحرك لسياسات الدول. وحمّل “الرويس”، خلال حديثه لـ”الإخبارية” أمس، إيران المسؤولية الأولى، كما ألقى بالتبعة على المجتمع الدولي؛ بسبب تعطيله وإيقافه جهود التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية في سبيل تحرير الحديدة ومينائها من قبضة المليشيا الحوثية.

ودعا “الرويس” إلى إيقاف خطر تهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب من خلال الضغط على إيران ومليشياتها الحوثية عسكرياً ودبلوماسياً وسياسياً للقبول بالانسحاب من “الحديدة” أو ترك المهمة لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن؛ لتطهير المدينة من المليشيا.

وحول التأثير الاقتصادي لقرار تعليق الشحنات، قال “الرويس”: التأثير سيكون من خلال رفع تكلفة التأمين على السفن، وبالتالي ارتفاع تكلفة الشحنات وارتفاع الأسعار، وحدوث أزمات تجارية واقتصادية؛ بسبب ارتفاع أسعار النفط.

إلى ذلك ، أوضح مسؤول كويتي، أن بلاده تدرس اتخاذ قرار بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، وقال رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية، بدر الخشتي، إن الأمر ما زال قيد الدراسة، وأن قرارًا نهائيًا بهذا الشأن لم يُتخذ بعد، وفقًا لـ”رويترز”.

وأوضح “الخشتي”، أن “الاحتمالات واردة لكن ليس هناك شيء أكيد حتى الآن، مؤكدًا ضرورة وجود بديل، قائلًا: “لا بد أن يكون كل شيء مدروسًا وبعدها نقرر”.

من جهته ، قال الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي لوكالة “فرانس برس” إن “التعليق السعودي المؤقت سيدفع نحو زيادة الأسعار لمدة محددة” ، مشيرا إلى أن القرار “سيتسبب بتأخير شحنات النفط لمدة 15 يوما اذ سيتوجب على ناقلات النفط التوجه نحو جنوب القارة الافريقية”.

وأكد الحرمي أن التأثير الأكبر سيكون “عسكريا”، إذ أن الهجوم قد يصبح “سببا في تواجد بحري أكبر للعديد من الدول، وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا، وخصوصا مع محاولة الولايات المتحدة التضييق على قطاع النفط الإيراني.

ويتوقع ألا تتوقف تداعيات القرار السعودي عند ارتفاع سعر خام برنت فحسب، فمضيق باب المندب يتحكم بعبور 12% من حركة التجارة العالمية، سواء على مستوى النفط أم على مستوى البضائع من شرق آسيا إلى قناة السويس، ومنها إلى العالم.

ووفقًا لأرقام إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، والمنشورة في موقع “بيزنس إنسايدر”، يمرّ حوالي 3.8 مليون برميل من النفط و”المنتجات النفطية المكررة” عبر باب المندب كل يوم في طريقها إلى أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، ويستحوذ على نحو 6.1% من إجمالي تجارة البترول العالمية، كما تعبره سنويا 21 ألف سفينة.

يذكر أن السعودية تقود منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا دعما للقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها وفي مواجهة المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومدينة الحديدة ومناطق أخرى. والامارات شريك رئيسي في التحالف.

ويشن التحالف منذ 13 يونيو هجوما على ساحل البحر الأحمر، تقوده الإمارات، باتجاه مدينة الحديدة للسيطرة على مينائها، وقد علق هجومه بعدما وصل إلى مشارف المدينة، مطالبا المتمردين بالانسحاب منها وتسليم مينائها.

ويؤكد التحالف أن الميناء يشكل منطلقا للهجمات التي يشنها المتمردون في البحر الأحمر ، موضحا أن إيران تقوم بتهريب السلاح للحوثيين عبره.

ويربط باب المندب البحر الأحمر ببحر العرب، ويعتبر أحد أبرز مسارات النفط والتجارة في المنطقة والعالم. وتعبر ناقلات النفط الخليج عبر المضيق للدخول إلى البحر الأحمر متوجهة نحو أوروبا عبر قناة السويس.

ويعبر نحو 4,8 ملايين برميل نفط الممر يوميا، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتمثل كمية النفط هذه 8 بالمئة من امدادات النفط العالمية، مقارنة ب30 بالمئة تمر عبر مضيق هرمز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *