حكايتنا مع الكهرباء

حكايتنا مع فواتير الكهرباء هي مجموعة حكايات: ارتفاع التعرفة والترشيد والمطالبات بخفض التكلفة على المستهلك والنظر في آليات احتساب الفواتير كما قال أحد أعضاء مجلس الشورى أمس. وكما قلت لمن هاجموني بعد أن قدمت نصائح للترشيد على (تويتر) فإنني سأكون أسعد منهم لو انخفضت التعرفة، فأنا أسدد فاتورة باهظة إذا انخفضت إلى النصف فسوف أستفيد من هذا النصف في وجه آخر من وجوه حياة أسرتي.

لكن تعالوا نتفاهم على موضوع الترشيد بالذات. لأكثر من ثلاثين سنة أُطلقت حملات وشعارات من أجل توفير الطاقة الكهربائية وعمك طوال هذه السنوات أصمخ، لا يستمع ولا يتعظ ولا يستجيب. وحين ارتفعت الأسعار سمع واتعظ واستجاب إلى درجة أننا صرنا نعقد اجتماعات أسرية للتفاهم على ما نحتاج وما لا نحتاج من الأجهزة وكيف نتعامل معها على مدار الساعة. وإلى درجة أننا صرنا خبراء فيما كان بالنسبة لنا في السابق ألغازًا مثل: سعة القاطع والقراءة الحالية والقراءة السابقة ومعامل الضرب وكمية الاستهلاك.. إلى آخره مما كان لا يعنينا في قليل أو كثير. وهذا يعني أن الناس لا يتعلمون، حتى ما ينفعهم في حاضرهم ومستقبل أجيالهم، إلا حين تُمس جيوبهم وحين يُحملون مسؤولية مالية تجاه تصرفاتهم.

وإذا افترضنا جدلًا أن تعرفة الكهرباء ستنخفض بهذا القدر أو ذاك فإن أحدًا لا يضمن أن يعود الناس إلى تلك الأيام التي كانت فيها المكيفات تهدر في غرف (فاضية) والأنوار في كل بيت مثل بيوت الأفراح. نحن نحسبها الآن بالقلم والمسطرة (ولمبة لمبة). وبالتالي إن انخفضت التعرفة أو لم تنخفض فإن على المواطن أن يتحمل مسؤوليته في ترشيد الطاقة، وأن يثبت أنه فعلًا يراعي هذه المسؤولية بنفس القدر والحماس الذي يبدي فيه غضبه أو استياءه من ارتفاع الفواتير.

الرائد لا يكذب أهله وأنا لا أكذب عليكم ولا أجاملكم لأن هذا يضرني ويضركم. نحن لم نتعلم الترشيد كما ينبغي إلا بعد ارتفاع التكلفة فماذا أنتم فاعلون لو انخفضت هذه التكلفة.؟!

محمد العصيمي

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *