طالبها بالعودة إلى تقاليدها المهنية

جميل الذيابي يفتح النار على “بي بي سي”

اتهم الكاتب جميل الذيابي القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية بافتقاد الحياد والموضوعية عند تناول قضايا الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن غالبية مقدمي البرامج بالإذاعة الشهيرة يُظهرون تعاطفًا مع المشروع الإيراني.

وقال الذيابي، عبر مقالته بصحيفة “عكاظ” اليوم الثلاثاء ( 5 يونيو 2018) :” تبدو إذاعة “بي بي سي” العربية في لندن كأنها في جزيرة منعزلة عن تقاليد ومواثيق الشرف المهني والأخلاقي التي تتبعها الخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية، وبقية إذاعاتها الناطقة بلغات عدة”.

وأضاف :” الحق أوْلى بأن يقال. وليس قصدي من هذه الكلمة سوى تنبيه “بي بي سي عربي” تحديداً، للعودة إلى عقيدتها التحريرية التاريخية التي ظلت راسخة على مدى عقود، وهي الحياد، في التناول الخبري والبرامجي بوجه العموم”.وتابع موضحًا:” فيما نسمعه من برامج الاتصالات الهاتفية التي لا يُبذل فيها جهد معرفي، ولا تحريري يذكر؛ نلاحظ أن هذه الإذاعة العريقة أضحت صوتاً نشازاً، وصارت «تعاجم» البلدان العربية، وتنحاز بشكل فاضح للمشروع الإيراني وتسوّق أكاذيب وفبركات مثلما تفعل قناة «الجزيرة» القطرية من دون تحقق وتريث كما كانت الـ«بي بي سي» التي عرفناها”.

واستطرد قائلًا: ” قد يقول البعض إن طبيعة برامج تلقي الاتصالات الهاتفية من المستمعين تجعل مقدم البرنامج ومساعديه تحت رحمة المتصل الذي يمكنه أن يقول ما يشاء، وأن يكتفي بذكر اسمه الأول، أو يصطنع لنفسه اسماً ليكيل السباب لدول وشعوب ولكل من يختلف معه، بدون أدلة وبراهين.لكن ما يلمسه المستمع أن مقدمي تلك البرامج عواطفهم مع إيران دفاعاً ومنافحة عنها، وأستثني من هؤلاء قلة، يحافظون على المهنية والحيادية.

وأضاف الذيابي :” المسألة ليست مجرد تفاعل من خلال اختيارات موجهة من مواقع التواصل الاجتماعي. صحيح أن تلك المواقع غدت تشكل ما يسمى «صحافة المواطن»، وصحيح أنها قربت المسافات بين الشعوب. لكن مؤشراتها ومخرجاتها لم ترتق بعد إلى مستوى المهنية والموثوقية والمصداقية المطلوبة”.

وقال الذيابي :” أضحت إذاعة بتلك العراقة تدير تحريرها استطلاعات “مضروبة”، وأخبار غير دقيقة، وضيوف حاقدون متنطعون شتامون لا محللون؟”، مضيفًا :”في حالة “بي بي سي عربي” بالذات، هي تتمول بما يقتطع من أموال دافع الضرائب البريطاني، فهل يليق بالحكومة البريطانية أن تجود بأموال دافع الضرائب الذي ينتخبها لمحطة تقاريرها لا تخلو من تأويل، وأكاذيب، وتحريف، وتمثل تدخلا في شؤون دول تربطها ببريطانيا علاقات متينة وعريقة ويهيمن على «تحريرها» أزلام إيران و”حزب الله” وكأنهم في الضاحية الجنوبية؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *