التفاتة الأمير.. جديرة بالاقتداء

في خطوة تقدم برهانًا جديداً على حرص ولاة الأمر في هذا الوطن المبارك على تلمس احتياجات المواطنين وتوفير سبل الراحة لهم، جاء قرار سمو وزير الداخلية بمنع إيقاف الخدمات عن المواطن لأن ذلك قد يوقع عقوبة على أفراد عائلته أو غيرهم دون جريرة منهم، ولأن الجهة صاحبة القرار لن تعدم السبل التي تجعل الذي تنفذ عليه عقوبة إيقاف الخدمات يفي بما هو مطلوب منه بأساليب لا تضر تابعيه الذين ليس لهم ذنب فيما ارتكبه.

والأمل معقود بعد الله سبحانه وتعالى على جهات أخرى مازالت توقف الخدمات أو تطبق الأنظمة الخاصة بها بطريقة تلحق الضرر بمن لا ذنب لهم، ومن ذلك إغلاق نظام نور الذي تعمل بموجبه وزارة التعليم على بعض المدارس الأهلية والضرر الذي يلحقه بالطلاب وأولياء الأمور، وهو أكثر مما يلحقه بملاك المدارس الذين هم من ارتكب المخالفة فقد حدثني أحد الزملاء أنه أراد نقل أحفاده الذين انتقل عمل والدهم إلى مدرسة قريبة من المنزل الذي استأجرته الأسرة، حيث العمل الجديد لوالدهم لكن المدرسة التي يوجد الأبناء فيها حاليًا مغلق عليها نظام نور بسبب مخالفة ارتكبتها والمدرسة هناك تشترط نقلهم الآن لضمان مكان لهم ولا تعد بوجود المكان في بداية العام، وكل مدرسة تعيده للأخرى بلا نتيجة، وكذلك فإن بعض معلمي المدارس الأهلية لم يتمكنوا من التمتع بإجازاتهم السنوية نظراً لانتهاء إقاماتهم أثناء الإجازة والمدارس لا تستطيع تجديد الإقامة أو رخصة العمل، وفي النهاية المعلم هو الذي يتحمل الآثار السلبية لأخطاء لم يرتكبها وإنما أصحاب المدارس الذين لا يبذلون جهداً لحلها في وقت يمكن المعلمين من السفر وعندما يجدون حلولاً لها تكون الإجازة قد انتهت مع أن أسر المعلمين تنتظر قدومهم لقضاء الإجازة معهم؛ كل هذه القضايا تتطلب حلولاً تذهب معاناة الذين تقع عليهم بموجبها عقوبات ليسوا سببا فيها.. وهي بالتأكيد ستلقى الحلول المطلوبة لو تم عرضها على ولاة الأمر الذين اعتاد منهم المواطن والمقيم المكرمات التي تسهل الأمور، وتختصر الوقت والجهد، وتحل ما يواجه الناس من مشكلات.

هذه القضايا والإجراءات الأخرى أيضًا تحتاج إلى حلول تضع حداً لما يواجهه المراجعون لبعض الجهات من صعوبات لا ضرورة لها، وهي تزداد مع نهاية العام الدراسي وبدايته أيضًا وخاصةً فيما يتعلق بانتقال الطلاب وقبولهم وتصديق شهاداتهم الدراسية.. وهي تحتاج إلى دراسة يقوم بها مختصون تخفف ما يلاقيه المراجعون من مشقة الانتقال والانتظار، لا سيما وأن الكثير منها ناتج عن سوء فهم، وأن حرص المسؤولين على إيجاد حلول لها مؤكد.. ولكنها تحتاج من يعلق الجرس، وليكن قرار الأمير القدوة للمسؤولين في عمل الخير والمعروف أبداً.

فهد الخالدي

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *