رسائل رمضان

حجم الرسائل التي تهطل على الإنسان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أمر طيب. وهو يعكس حالة إنسانية من التواصل التي قد يراها البعض مجرد سلوك مظهري ولذلك يهمل الرد عليها.

فيما البعض الآخر يتعامل معها من خلال نظرة انتقائية، إذ يقوم بالرد على ما يراه واجبا ويتحاشى رسائل أخرى.

الجانب الإيجابي في تلك الرسائل، من وجهة نظري، أنها تعزز التواصل، بصيغته العصرية، وترفع الحرج عمن لا تسمح له ظروفه بتلقي مكالمات التهاني.

في زمن سابق، كانت هذه الطريقة تلقى الاستهجان، بحكم عدم الاعتياد عليها، ولا يزال هناك جيل لا يؤمن بهذه الوسيلة، فهو يرى أن الحواس الخاصة بالتواصل الإنساني تعتمد على الصوت والمصافحة، ويعتبر أن الرسالة لا تحقق التواصل الإنساني الحقيقي.

لكن واقع الحال، أن نسبة كبيرة من تواصل الناس أصبح افتراضيا. كل معاملاتك المالية والحكومية تتم من خلال التواصل الافتراضي. صداقاتك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت جسرا يثري مهاراتك المهنية أيضا. وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يصدق على التهنئة بحلول رمضان هذا التغيير. الملحوظ أيضا انحسار الرسائل النصية عبر الهاتف، والاعتماد على رسائل الـ “واتس أب” وبقية تطبيقات التواصل الاجتماعي.

نحن نعيش أجواء رمضان، ونحاول خلال هذه الأجواء، أن نستحضر الإيجابي في الغالب. من المهم فعلا أن تطغى الإيجابية على نظرتنا للأمور، وفي تواصلنا الإنساني، وحتى في سلوكنا مع من حولنا سواء من نعرف منهم أو من لا نعرف. اعتياد السلوكيات الإيجابية، سواء في الجانب الاجتماعي أو الصحي أو الغذائي يمكن أن تكون محطته الأولى في رمضان. رمضان كله خير ومحبة. علينا أن نتعامل معه بهذه الطريقة، وأن نستشعر بركاته. لا يمكن أن يتحول المرء إلى شخص متجهم فقط لأنه صائم. مقاومة هذه الحالة التي تصيب البعض أمر واجب.

خالد السهيل

(الاقتصادية)