واشنطن قالت كلمتها

يمثّل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني حدثاً تاريخياً مهماً على المستوى العالمي، فبهذا الإعلان يكون الاتفاق الذي وقعته مجموعة (5+1) وهي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا مع النظام الإيراني في منتصف العام 2015 قد أصبح فعلياً جزءاً من الماضي بانسحاب الدولة الأهم والقوة الأولى عالمياً منه.

سيسجل التاريخ كلمات ترمب التي حملت الكثير من الرسائل القوية سواءً لإيران ولمن يساندها، أو حتى حلفاء الولايات المتحدة في القارة الأوروبية، وهي أن الولايات المتحدة لن تقبل مطلقاً المواقف الضبابية، وستعمل بقوة على منع النظام الإيراني من استغلال هذا الاتفاق لتحقيق حلمها بامتلاك سلاح نووي يمثّل تهديداً للمنطقة وللعالم أجمع.

ردود الفعل المتسارعة التي تلت إعلان الرئيس الأميركي كانت متوقعة، وخصوصاً من قبل الأوروبيين الذين راهنوا كثيراً على الاتفاق النووي، ورأوا فيه خدمة لمصالحهم الاقتصادية، والحال كذلك بالنسبة لروسيا وغيرها من الدول التي فتحت سياسة طهران أمامها الطرق لتعزيز تواجدها ونفوذها في المنطقة.

الرسالة الأميركية بالأمس رسمت خط النهاية لاتفاق مثّل منذ التوقيع عليه تهديداً للأمن والسلم الدوليين ومنح طهران الفرصة لاستغلال العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها في تكثيف أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة وتطوير صواريخها الباليستية، ودعم الجماعات الإرهابية.

واشنطن قالت كلمتها.. وهو ما يعني عودة جميع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني التي علقها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بعد الخطأ الكارثي الذي ارتكبته المجموعة الدولية، والمتمثل في الوثوق بنظام الملالي، ورغم التقليل من شأن الخطوة الأميركية من قبل طهران أو غيرها من المستفيدين من خطيئة (5+1) إلا أن كلمة النهاية قد كُتبت، وعلى إيران إذا أرادت فعلاً العودة إلى المجتمع الدولي أن تقوم بتغيير سلوكها، والتخلي عن نهجها العدواني المتمثّل في سعيها لامتلاك أسلحة الدمار الشامل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *