الشريان..غصب..غصب

خلال العقود الماضية فشلت كل الجهود المبذولة لإقناع المواطن السعودي بمتابعة القناة السعودية، واستمرت النظرة السلبية تجاه تلك القناة سنين طويلة، حتى اصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل، تغيير الصورة الذهنية لدى المواطنين. ففيما عدا اخبار مجلس الوزراء، ومتابعة المراسيم الملكية، واخبار رؤية هلالي رمضان والعيد، ونقل المباريات قبل منحها للقنوات الخاصة، لم يكن المواطن السعودي مهتما بما تعرضه قناة وطنه الرسمية. هذه حقائق لا يمكن تجاهلها أو حتى غض الطرف عنها. وقد زاد الجفاء بين المواطنين والقناة الأولى، مع ظهور قنوات فضائية متخصصة في الرياضة والترفيه والدراما.

من هنا يتضح أن التحدي الذي يواجهه الأستاذ داود الشريان، هو تحد غير عادي، وفي غاية الصعوبة مهما كانت قدراته او الإمكانات التي وفرت له. ومع ذلك يبدو أنه مصر على قبول التحدي.

ولأنه إعلامي متمرس، فهو يعلم بأن تحقيق الأهداف ليس بالتمني، بل بالعمل المتواصل، وبالاهتمام بالمضمون وبما يقدم في القناة من برامج، ومسلسلات، ومسابقات، ونقل مباشر للأحداث الرياضية والفنية والثقافية، وتواجد للمراسلين في الميدان لحظة وقوع الأحداث وقبل أي قناة أخرى.

أعتقد بأن من العدل أن نقابل كمواطنين، الخطوات التي خطاها الشريان تجاهنا، بحماس واهتمام ومتابعة، لتشجيع قناتنا وإعادة الاعتبار التنافسي لها بعد غياب طويل.

ربما كنت اول من اطلق على القناة السعودية لقب «غصب 1» عندما كنت ادرس في جامعة الرياض قبل اربعة عقود، ولكنني بعد ذلك، كنت وفيا جدا مع هذه القناة عندما كنت معلقا رياضيا، فقد رفضت عروض التفرغ للتعليق مع القنوات الخاصة، لأنني لم اقبل ابدا الابتعاد عن قناتنا السعودية لأن لها الفضل الأول بعد كرم الله «علي» في مجال التعليق الرياضي.

مع بداية رمضان ستكون الأولوية لقناتنا السعودية، ليس تعاطفا معها، بل لأن ما اعلن عنه الشريان شيء يستحق التقدير والمتابعة، ولكم تحياتي.

محمد البكر

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *