«القدية» .. إضافة نوعية جديدة للاقتصاد والمجتمع

شغل مشروع “القدية” الوجهة الترفيهية والرياضية والثقافية الجديدة في المملكة، الأوساط المحلية والإقليمية والعالمية حتى قبل أن يتم تدشينه رسميا. ولا شك أن ضخامة هذا المشروع من حيث المساحة وتنوع الفعاليات والخدمات، فضلا عن مواءمته حتى على الصعيد البيئي، أسهمت في اهتمام هذه الأوساط، ولا سيما أنه مشروع معروض للترفيه والثقافة والرياضة؛ ليس فقط للمواطنين والمقيمين في المملكة، بل أيضا لكل بلدان المنطقة؛ فضلا عن الجهات الأجنبية حول العالم. وهو مشروع قادر بالفعل على أن يوفر هذه الإمكانات والخدمات لأعداد هائلة من الزوار، وفق أعلى المعايير، والأهم استنادا إلى الأسس الاجتماعية الأسرية الراقية. ومشروع “القدية”، كغيره من المشاريع المشابهة، يعد إضافة أخرى للمجتمع والاقتصاد في السعودية ككل. ومن أهم مزايا هذا المشروع الهائل المقام على مساحة تصل إلى 334 كيلو مترا مربعا، ويقع على بعد نحو 40 كيلو مترا من مدينة الرياض، أنه جزء أصيل من “رؤية المملكة 2030” وبرنامج التحول المصاحب لها. وهو ليس مشروعا ترفيهيا فقط، بل أيضا ساحة لتوفير الوظائف للسعوديين، وتأهيل من يرغب منهم في الانخراط في العمل بمثل هذه الخدمات الجديدة والمطلوبة، ناهيك عن أن العوائد المالية له تقدر مبدئيا بأكثر من 30 مليار دولار، وهي ضرورية لرفد الاقتصاد الوطني بمزيد من المداخيل، في الوقت الذي يضع فيه مسألة تنويع مصادر الدخل الوطني على رأس الأولويات. وعلى الجانب الاجتماعي، فإنه سيخدم الشريحة الأكبر في المجتمع السعودي، ويطرح آفاقا جديدة في صناعة الترفيه. لقد أثبتت “ورشة” البناء الاقتصادي التي أطلقت في المملكة، ويشرف على تنفيذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أنها تمضي بصورة جيدة إلى الأمام، بما في ذلك إنجاز المشاريع وفق أعلى المعايير. ومن هنا، فإن عام 2022 الذي حُدد للانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع “القدية”، ليس بعيدا، وإن كانت هناك احتمالات لإنجاز المرحلة المشار إليها قبل الموعد المحدد. وكل مرحلة من مراحل “القدية” هي إضافة للحراك الاقتصادي التنموي الوطني العام. فـ “الرؤية” توفر الأرضية ليست للأفكار والمشاريع والمبادرات المطروحة فحسب، بل أيضا لأدوات التنفيذ المختلفة. مع التأكيد مجددا أن الجانب الوطني هو محور هذا المشروع من أوله إلى نهايته. واتساع رقعة المشروع، تؤكد مجددا أنه قادر على استيعاب كل المشاريع المطروحة فيه، بل إضافة أخرى جديدة إن تطلب الأمر. كان ولي العهد واضحا حين وصف مشروع “القدية” بالرائد والأكثر طموحا في المملكة، وهو في النهاية مشروع استثماري وطني ضروري، إلى جانب (طبعا) المشاريع الأخرى المشابهة، أو تلك التي ستطلق في مراحل لاحقة. من دون أن ننسى أن هذه المشاريع ستكون جزءا رئيسا من خطة المملكة لجذب مزيد من السياح والزوار من خارجها، ولا سيما أنها تمتلك إمكانات سياحية عالية الجودة والقيمة؛ أي أن بإمكانها توفير خدمات سياحية مختلفة، سواء في مجال الترفيه أو التراث أو الثقافة أو الرياضة وغيرها. ناهيك بالطبع عن الإمكانات الطبيعية التي تتمتع بها السعودية في كل اتجاهاتها. لن يكون مشروع “القدية” مشروعا واحدا في النطاق الترفيهي، لكنه بالتأكيد يتصدر المشاريع المشابهة في كل بلدان المنطقة قاطبة، وهو يعكس في النهاية الإمكانات الاقتصادية التي تتمتع بها المملكة، خصوصا في مرحلة البناء الاقتصادي التي تجري على الساحة دون توقف أو كلل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *