إعادة تأهيل الآباء!

بين فترة وأخرى تظهر قضية مما يسمى بقضايا التعنيف، ثم تزول لتظهر أخرى، ولا شك أن من هذه القضايا ما هو حقيقي، فمن ميزة هذا المجتمع أنه يدرك أنه مجتمع طبيعي فيه الصالح الذي يحتاج إلى شكر وتقدير، وغير الصالح الذي يحتاج إلى علاج، والمدرك الذي يجب أن يُفعِّل (بكسر العين المشددة) ويُفعَّل (بفتح العين المشددة) دوره، وغير المدرك الذي يجب أن يؤخذ على يده. ولكن ما لا خلاف عليه ولا يجب أن يكون هناك تهاون فيه، الأسرة، التي هي أحد مفاخر مجتمعنا، فمن هذه البيوت المباركة خرج رجال هذا الوطن بشجاعتهم وقيمهم وحبهم لوطنهم، بل والخير لهذا العالم أجمع. ولذلك، فالمهمة الملقاة اليوم على عاتق العقلاء كبيرة جدا، فعلى قدر التحدي تكون الأهمية، وقيام العاقل اليوم بدوره يجعل العدو والسفيه والتابع الساذج ينزوي، ويضمحل أثره!

على رأس العقلاء الذين نؤمل منهم الكثير تجاه كنزنا الأسري، جهاتنا الحكومية المختصة سواء وزارة الداخلية أو وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أو وزارة التعليم بقطاعيها العام والعالي، وذلك من خلال المبادرة وعدم انتظار المصيبة، بتقديم برامج مميزة، ودعم الجهود التطوعية والخيرية، وملاحقة العابثين ومحاسبتهم، سواء أكانوا آباء أخلوا بمسؤولياتهم أو راقصين على المصائب بعمد أو سذاجة!

أيضا يستحق القطاع الخيري العامل في مجال التنمية الأسرية الدعم لا الإعاقة، وذلك لتقديم برامج منافسة ومتنوعة بتسويق مميز، فالحاجة لهذه البرامج كبيرة، ولا أدل على ذلك من حجم الإقبال والتفاعل.

أيضا على الآباء دور محوري بتطوير قدراتهم التربوية، فعام 1439هـ ليس هو العام الذي رباه فيه والداه، بل إنه ليس العام الماضي، وأيضا مطلوب منهم إعطاء بيوتهم الوقت المستحق، والذي تزداد ساعاته بازدياد حجم التحدي! فإن لم تستمع لمن تحب سيبحث عمن يستمع إليه.

أيضا على العائلات أن تحافظ على ترابطها، وعندما ترى فشلا لابن من أبنائها يقود أسرته للهاوية، على عقلائها التدخل والحرص، فالضرر ليس عليه ولا على بيته فقط، بل هو متعد لهم!

باختصار: كلنا مسؤولون، وإذا خرقت السفينة غرقت، ولذلك علينا أن نكون أكثر ذكاء وحرصا على مصلحة وطننا وأنفسنا!

د. شلاش الضبعان

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *