في انتظار المؤسسات الطبية العالمية

كما قلت في مقال الأسبوع الماضي، إن المفاوض السعودي لم يعد يعطي فقط وإنما يأخذ أيضا.. ومن أهم ما لوحظ حرص المفاوض السعودي عليه في جولات الأمير محمد بن سلمان الأخيرة جلب التقنية الحديثة في كل المجالات ومن أهمها قطاع الصحة والخدمات الطبية.. ولذا فإن المواطن ينتظر أن يرى المؤسسات الطبية العالمية تفتح فروعا لها في بلادنا.. وسيحقق ذلك أمرين مهمين أولهما نقل الخبرة الحديثة في الخدمات الطبية كي تستفيد منها مؤسساتنا العلاجية القائمة سواء الحكومية أو الأهلية.. وثانيهما سد النقص في الخدمات العلاجية القائم حاليا.. ومن أراد التأكد من الفجوة الكبيرة بين المتوافر من الخدمات الطبية وعدد السكان المتزايد الذي بلغ في آخر إحصائية له نحو 33 مليون نسمة .. أقول، من أراد التأكد من النقص فليذهب إلى أي مرفق صحي ليرى طوابير الانتظار أمام العيادات العامة وعيادات العيون والأسنان وغيرها أما في المستشفيات الحكومية فالمواعيد بعد شهور والسرير لا بد من انتظاره طويلا إن لم تكن الحالة طارئة ولا تحتمل التأخير.. ولو تطرقنا إلى المراكز العلاجية المتكاملة المتخصصة في العمود الفقري وآلام الرقبة والظهر فلا وجود لها إلا في مركز واحد وهو مدينة سلطان الإنسانية التي تشهد إقبالا كبيرا.. وبالنسبة للتوحد يضطر من لديه طفل مصاب بهذا الداء الذي انتشر أخيرا أن يرسله إلى الخارج في دول أقل من إمكاناتنا ولكنها خصصت وجلبت مؤسسات عالمية لفتح مراكز لها.. وجاءت الفرصة الآن مع توقيع اتفاقيات تشمل تطوير الجانب الصحي ونقل أحدث التقنيات والتجارب إلى بلادنا وأن نفتح الباب للمستشفيات الكبرى وبالذات تلك التي فيها أقسام للقلب وعلاج السرطان وكذلك المراكز المتخصصة والمنتجعات الصحية مع تشديد الرقابة عليها سواء من حيث الجودة أو التكاليف المناسبة مع اشتراط تدريب الكوادر السعودية في تلك المراكز.. وسيكون في ذلك توفير للجهد والمال على الدولة وعلى المواطن حيث يسافر عديد من المواطنين للعلاج في الخارج بعضهم بأمر حكومي وبعضهم على حسابهم الخاص.. ويكفي أن تقوم وزارة الصحة بعمل دراسة حول أعداد المسافرين للعلاج في الخارج والتكاليف التقديرية لعلاجهم والتخصصات التي يسافرون لمراجعة المراكز الخارجية بشأنها سواء في أمريكا أو الدول الأوروبية كي تعلم جدوى افتتاح فروع لتلك المراكز لرفع مستوى الخدمة الطبية في بلادنا.

وأخيرا: هناك جانب مهم يأمل المواطن أن يهتم به وزير الصحة المعروف بحرصه على أدق التفاصيل الفنية وهو إعادة الثقة بالتشخيص الطبي في بلادنا فمعظم المسافرين للعلاج في الخارج يقولون إن السبب هو توافر التشخيص الطبي الصحيح، أما العلاج والأجهزة فإنها متوافرة لدينا وربما أفضل من بلدان كثيرة.. ولعل هذا الجانب يحتاج إلى ورش عمل متخصصة للتعرف على أسس التشخيص الطبي المتبع في دول العالم المتقدمة في هذا المجال وهو ما أكسبها سمعة عالمية في المجال الطبي مثل الولايات المتحدة وألمانيا وكذلك التشيك في تخصص العلاج الطبيعي.

علي الشدي

(الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *