معرض الرياض الدولي للكتاب

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وبحضور وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية نورة الكعبي، افتتح وزير الثقافة والإعلام د. عواد بن صالح العواد قبل أيام فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، ورعاية قائد هذه الأمة للمعرض تؤكد دعمه المطلق للثقافة والمعرفة، وهو أحد المهتمين بهما كما هو معروف عنه، فهو قارئ نهم لشتى ألوان الثقافة وأنواعها، ويحظى الجانب الثقافي كما يحظى المثقفون برعاية خاصة منه ـ أيده الله ـ.

ولا شك أن هذا المعرض يجسد رؤية المملكة 2030 حيث أكدت على أن الثقافة أحد مقومات جودة الحياة، ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف في دورة المعرض الحالية تجسد في واقع الأمر قوة العلاقات التاريخية المتجذرة بين المملكة والإمارات، وقد عرفت الإمارات باسهاماتها اللامحدودة في تعزيز وتعميق الروابط الثقافية بين شعوب الأمتين العربية والإسلامية من خلال سلسلة من الفعاليات والمبادرات الثقافية المشهودة.

والمعرض الذي يحظى باهتمام كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين عقدت دورته الحالية تحت شعار (الكتاب مستقبل التحول) ليتواءم مع الرؤية المستقبلية للمملكة ويؤكد على حراكها الثقافي المتميز، كما أن دعم القطاع الخاص لهذا المعرض يرمز بوضوح الى رافد أساسي من روافد صناعة الثقافة وصناعة «الاقتصاد الثقافي» إن جاز القول، ويهتم المعرض ضمن اهتماماته الرئيسية بدعم الموهوبين والموهوبات من أبناء الوطن، وقد شارك في دورة المعرض الحالية أكثر من 500 دار نشر وتضمن أكثر من 80 فعالية مصاحبة خصصت منها 15 فعالية للقراءة، وتلك مبادرات سيكون لها أثرها الفاعل والايجابي في تنمية الحراك الثقافي بالمملكة.

وقد اتضحت معالم ذلك الأثر في تكريم نخبة من المثقفين، حيث بلغ عدد الفائزين بجوائز المعرض في دورته الحالية ستة مؤلفين في فروع الجائزة الخمسة فقد فاز المؤلف د. ناصر محمد الغامدي عن كتابه ( قضاء المظالم في الإسلام)، وفاز في فرع السيرة الذاتية المؤلف محمد إبراهيم الماضي، وفاز في فرع الشعر عدنان محمد العوامي، وفاز في فرع الرواية الغربية د. معجب سعيد العدواني، كما كرم المعرض أصحاب خمس مبادرات قرآنية شبابية.

ويمكن القول بثقة واطمئنان إن هذا المعرض في دورته الحالية ودوراته القادمة يمثل تحولا ثقافيا نوعيا في مسيرة الثقافة الواعدة بالمملكة ويرسم آفاق مستقبل أفضل لثقافتنا العربية الأصيلة، وأصالتها مستمدة من الثوابت الراسخة التي جاءت في تعاليم عقيدتنا الإسلامية السمحة، وهي عقيدة شجعت على الأخذ بالمسالك الثقافية بشتى فروعها ومناحيها، وقد برع المسلمون في النهل من ينابيعها الثرة المختلفة.

معرض الرياض بكل عطاءاته الثقافية الزاخرة يؤكد في جانب من جوانبه المضيئة على اهتمام الحكومة الرشيدة بالمنابع الفكرية والتشجيع على تحصيل ما يمكن تحصيله من روافدها الخيرة المعطاءة التي من شأنها أن ترقى بأذواق الناس وتنير لهم طرائقهم وتدفعهم الى حياة أفضل، وقد حرصت المملكة دائما على الاهتمام بالنواحي الثقافية كاهتمامها بكل الشؤون التي تعود على المواطنين بالخير والصلاح، وهو اهتمام تجلى في هذا المعرض، وما زال يتجلى في اهتمامات متنوعة بالثقافة الإسلامية والعربية تدشينا لرؤية مستقبلية واثقة يتمكن المثقفون معها من تحقيق أحلامهم وآمالهم الواسعة.

محمد الصويغ

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *