التشفي من قتل أطفال غزة!

قتل على الشاطئ مساء يوم الأربعاء ـ أول من أمس ـ عندما استهدف الجيش الإسرائيلي ميناء غزة، أربعة أطفال: إسماعيل، زكريا، عاهد، ومحمد. وكلهم أبناء عم من عائلة بكر، تتراوح أعمارهم من 9 إلى 11 سنة. تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء في غزة، لكن بعد فوات الأوان.
حتى حلفاء “إسرائيل” في الإعلام الأميركي والعربي بشكل عام هزهم المشهد، ولم يجدوا مبررا لهذه الهمجية؛ ولهذا انتقدوا هذا الفعل المشين.
المشاهد المؤذية والحزينة والمبكية لواقع حال إخواننا الفلسطينين مع كل هجوم واعتداء ينالهم من دولة الاحتلال على مدى عقود عديدة، ليست جديدة علينا فأفعال جنود الاحتلال حافلة بالكبائر والفظائع المهولة والمرعبة والمقززة والوحشية واللاإنسانية، ولعل الذاكرة زاخرة بمشاهد لا يمكن محوها ولا يمكن في ذات الوقت إيجاد مخارج لها، لكن الجديد عندي وربما عند الكثير من متابعي ما يحدث حاليا في غزة أن يتشفى سعوديون بأسمائهم الصريحة عبر “تويتر”، وعبر مقالات منشورة في صحف سعودية ومواقع إلكترونية مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل بشع وقصف هائل ومدمر لأحياء بالكامل في غزة.
هؤلاء الفرحون بما يحدث للفلسطينيين يبررون مواقفهم المشينة بأنها انتقام من مواقف حماس كون قادتها من الإخوان المسلمين، وكون هؤلاء وقفوا مع إخوان مصر في فترة الصراع بين مرسي والسيسي، وما لحق تلك الفترة وما زال من تداعيات، انعكست أيضا على منطقتنا.
في ظني، مهما كانت المواقف السياسية لحماس أو غيرها من منظمات أو دول فإنه من المعيب جدا أن يكتب البعض أو يخرج على القنوات التلفزيونية متشفيا من الحال التي عليها هذه المنظمة أو تلك الدولة، فالمشهد العام غير مختص بهذه المنظمة أو تلك الدولة، بل هناك شعب يهجر من جديد ويقتل وتدمر مساكنه وكل بناه التحتية، ولهذا عيب ثم عيب ثم عيب أن يكون هذا المشهد المأساوي الذي بات الدم هو العنوان الرئيس له في كل لحظة وفي كل ساعة وفي كل يوم محل تندر وسخرية تصل إلى حد الفرح بما آل إليه وضع الفلسطينيين.

طارق إبراهيم
نقلا عن صحيفة(الوطن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *