واجه خوفك بأربعة أسئلة

هل لاحظت أنك حين تكون في موقف جديد غير واثق من نتائجه تنتابك مشاعر من الخوف ويرتبك داخلك ويزداد تعرقك، وتبدأ معدتك بممارسة الألعاب البهلوانية وخاصة حين يبدأ الصوت السلبي الداخلي بالتساؤل:

  • ماذا لو أخفقت؟
  • ماذا لو كان منظري محرجا؟
  • ماذا لو خذلت توقعات الآخرين؟

غالبا في كل جملة تبدأ بـ«ماذا لو» يحاول الخوف أن يشق طريقه لداخل حياتك، ولو سمحت له باستئجار بوصة واحدة من عقلك فسيسعى فورا للاستحواذ على كامل الملكية، وتحويله لمساحة مهجورة مظلمة مشوهة.

وهناك عبارة انجليزية تقول إن كلمة الخوف «Fear» مشتقة من الحروف الاولى الأربعة لجملة «false experiences appearing real»، وهذا في الواقع صحيح، فالخوف هو «تجارب زائفة تبدو حقيقية»، فلو استعرضت كمية المواقف والأشياء التي كنت تخشى وقوعها في حياتك لوجدت أنك كنت مبالغا بشكل كبير، وأن ما تخشاه لم يكن خطيرا ولم يمثل أدنى تهديد لحياتك، ولكن الخوف يشلنا عن التفكير بمنطق.

حاول في أي مرة تراودك فيها افكار مخيفة ومقلقة بأن تتنفس بهدوء وتطرح على نفسك هذه الأسئلة الأربعة:

١- ما الذي سيحدث لو حدث ذلك؟

٢- ما الذي لن يحدث لو حدث ذلك؟

٣- ما الذي سيحدث لو لم يحدث ذلك؟

٤- ما الذي لن يحدث لو لم يحدث ذلك؟

ستلاحظ أنك عندما تأمر عقلك بالتوقف عن طرح السيناريو الأسوأ، وأن يعمل على طرح نتائج بديلة فسيصبح مشتتا ومتفاجئا من صيغة السؤال، وحين يبدأ في معالجة السؤال الأخير فلن يملك أي خيار سوى أن يحرر قبضته من الخوف.

يبدأ الخوف بفكرة صغيرة ليس لها أي تأثير كبير عليك، ويتحول مع استمرار التوغل الخفي بداخلنا إلى معتقد جذري متأصل الوجود ومسيطر بقوة، والسبب هو الاقتناع بها دون تشكيك مما جعلها تبدو كحقيقة.

لمى الغلاييني

(نقلاً عن اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *