سعوديات في «صيف فاسد»

عندما استمعت للممثل والمخرج والمفكر والشاعر السعودي علي الهويريني، وهو يعترض، على السماح بالتصوير والإنتاج السينمائي داخل المملكة، استغربت منه ذلك الكلام، خاصة وهو، كما قلت الممثل والمخرج، والمتخرج من معقل السينما العالمية في هوليود. وتمنيت في تلك اللحظة، وبحكم عشقي لآرائه وأفكاره وثقافته، أن لم يقل ذلك الكلام. ولكن وبعد أن أطلق عبارته الشهيرة «ويل لأمة يصنع فنها غرباء»، وبعد أن تابعت عددا من حلقات مسلسل «صيف بارد» للروائية السعودية سارة العليوي، أدركت ما كان يقصده ذلك المبدع الوطني الذي اسمه علي الهويريني.

المسلسل الذي حاولت الكاتبة ومخرجها الأردني إياد الخزوز، خداع الناس بتغيير الاسم الحقيقي للرواية من «سعوديات» إلى «صيف بارد»، فيه إسقاطات على المجتمع السعودي، وعلى الأسرة السعودية، وبشكل أكبر على الفتاة السعودية. وبعيدا عن تحديد المشاهد التي تؤكد وتجسد ما ذكرته وما اكثرها، فإن السماح ببثه ولو عبر قناة مشفرة، فيه تلويث لسمعة بناتنا، وإهانة للرجل السعودي الذي يسمح لبناته بالتصرف وكأنهن من دول الغرب المتحرر.

تقول الكاتبة، إن الهجوم على المسلسل، ما هو إلا تصفية حسابات في الوسط الفني، وتضيف بأن المجتمع السعودي مشابه لأي مجتمع عربي!!!. كلام يثير الاشمئزاز، ويستفز الإنسان السعودي البسيط، فالحقيقة أن مجتمعنا يختلف عن معظم المجتمعات العربية الأخرى، في العادات والتربية والمقبول والمرفوض، فلكل مجتمع خصوصياته وقناعاته. ثم عن أي تصفية للحسابات التي تتكلم عنها هذه الكاتبة!!!.

للأسف أنني لم أدرك معنى الكلام الذي قاله استاذنا الكريم علي الهويريني، إلا بعد حين، فالمخرج غير سعودي، والممثلات غير سعوديات، تم تجميعهن من الخليج ومن الوطن العربي، حيث خرج المسلسل غريبا عن مجتمعنا، ولا يمثل ثوابتنا ولا قيمنا ولا أخلاقنا، فأساء لنا ولبناتنا وصورهن في أسوأ صورة يمكن أن يخرجن بها، فحسبنا الله ونعم الوكيل. ولكم تحياتي

محمد البكر

(نقلاً عن اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *