أعلن برلمان كاتالونيا، أنّ الإقليم بات دولة مستقلة تتخذ شكل جمهورية، بعد أزمة سياسية حادة، حيث نص القرار على قيام الجمهورية الكاتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة و(دولة) قانون، ديموقراطية واجتماعية، ويطلب القرار في حيثياته من حكومة كاتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج في حين لم تعلن أي دولة دعمها للانفصاليين.

وتم تبني قرار البرلمان في غياب المعارضة التي غادرت الجلسة وبتأييد سبعين عضواً واعتراض عشرة وامتناع اثنين عن التصويت، ثم أدى النواب النشيد الانفصالي وهتفوا (لتحيا كاتالونيا)، وخارج البرلمان، احتفل عشرات الآلاف من مؤيدي الانفصال بقرار البرلمان بالتصفيق والهتاف، وكتب نائب رئيس كاتالونيا اوريول خونكيراس على (تويتر): “نعم، لقد ربحنا حرية بناء بلد جديد”.

وأجاز مجلس الشيوخ الأسباني وضع كاتالونيا تحت وصاية مدريد، وعقد رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي جلسة طارئة للحكومة الأسبانية، وسارع إلى الرد عبر موقع (تويتر) بأن مدريد ستعيد الشرعية في كاتالونيا.

وأوضحت النيابة العامة الأسبانية أنّها ستوجه الأسبوع المقبل تهمة العصيان إلى رئيس كاتالونيا كارليس بوتشيمون بعد أن اعلن برلمان الإقليم الاستقلال، وستتخذ المحكمة بعد ذلك قرارا بشأن قبول التهمة ضده ويعاقب القانون الأسباني جريمة (العصيان) بالسجن مدة تصل إلى 30 عاما.

وسجلت أسهم مصارف كاتالونيا هبوطا إضافيا في بورصة مدريد بعد إعلان برلمان الإقليم الاستقلال وبلغت خسائر ثالث مصرف أسباني (كايشابنك) نسبة 5%، كما خسر بانكو سانتاندر اكبر بنك في منطقة اليورو حوالى 2,5% فيما تراجع أبرز مؤشر أسباني في البورصة (ايبكس-35) بشكل كبير إلى نفس المستوى الذي كان عليه عند بدء الجلسة، إلى حوالى -1,7%.

من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن مدريد ستبقى المحاور الوحيد للتكتل، فيما حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر أن الاتحاد الأوروبي ليس بحاجة إلى مزيد من التصدعات.

وتوالت على الفور ردود الفعل الدولية التي لا تعترف بإعلان كاتالونيا استقلالها والمؤيدة لموقف الحكومة الأسبانية، حيث اعتبرت واشنطن أن كاتالونيا جزء لا يتجزأ من أسبانيا، معربة عن دعمها إجراءات مدريد لإبقاء البلاد قوية وموحدة، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية.

وأعلن المتحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أن بريطانيا لا ولن تعترف بإعلان استقلال كاتالونيا، فيما أكّد الناطق باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن بلاده “لا تعترف بإعلان الاستقلال، ومن غويانا الفرنسية في أميركا الجنوبية، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، دعمه الكامل لرئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي من أجل احترام دولة القانون في أسبانيا.

وليست المرة الأولى التي تحاول كاتالونيا الانفصال عن الحكومة المركزية، لكن حكومتها لم يسبق أن وصلت إلى هذا الحد، ويعود آخر فصل في هذا الإطار إلى اكثر من ثمانين عاما، ففي 1934، وتحديدا في السادس من تشرين الأول أكتوبر، أعلن رئيس الحكومة الكاتالونية لويس كومبانيس قيام دولة كاتالونية في إطار جمهورية أسبانيا الفدرالية، وسارعت الحكومة الأسبانية إلى الرد، إذ أعلنت القيادة العسكرية في كاتالونيا حال الحرب وأسفرت المواجهات عن مقتل ما بين 46 وثمانين شخصا بحسب المؤرخين.

واللافت أن إعلان الاستقلال لا يلبي رغبة عدد كبير من سكان كاتالونيا، إذ أفادت الاستطلاعات أن نصفهم على الأقل يريدون البقاء ضمن المملكة الأسبانية، وفي آخر انتخابات إقليمية في 2015 حصد الانفصاليون 47.8% من الأصوات.