بطر: القيادة المريضة نفسيًّا والشرّيرة سلوكيًّا

سأتناول موضوع قيادة هذا القطر، من نواحي نفسية، حسب ما أرى، ولن أتناول الموضوع من حيث المؤامرات، والتخطيطات، والعمليات الإرهابية، وتاريخ هذه القيادة منذ عقود؛ فكل ذلك تمت تغطيته بشكل واسع موثّقًا بالأدلّة، والبراهين.

انتفخت هذه الإمارة في قطر ماديًّا، وتجاوزت الأرقام الفلكية لاقتصادها أفهام، وعقول أمرائها، ولن أقول ساستها، لأن السياسة أمرٌ ليس موجودًا في قواميسهم، وإلا لما كانت مجريات الأمور في هذه الإمارة تجري كما نراه اليوم.

إذًا زادت الملاءة المادية بحكم ثروات النفط، والغاز المهولة، والإمارة تعاني من مشاكل نفسية لاتعدّ، ولا تحصى فهي نكرة إذا ما عدّت الدّول ذات العمق الجغرافي، والتعداد السكاني، والبعد التاريخي، والدينامية الديموقراطية، والتاريخ السياسي، والثراء الفكري.

لن أظلمها وأعطيها حجمًا أكبر من حجمها فهي ليست إلاّ سطرًا في قاموس الدول. مع كامل الاحترام لسكان هذا القُطر فهم أخوة لنا في الدين، والعروبة، والدم، ليس لهم علاقة في كل مجريات الأمور، فهم محط التقدير، كلهم عربٌ خلّص ذوو تقاليد، وشيم متجذرة؛ لا مجال للشك فيها. نفتخر بهم ونعدّهم أهلًا لنا شيوخ، وقبائل، وعائلات لهم مجدٌ أصيل لا ينكره أحد.

وأنا أتحدث في هذه السطور عن مساحة صغيرة تم اختطافها، وأضحت قنبلة موقوتة في أيدي الكثيرين باختلاف مللهم، ودوافعهم.

ضاقت قيادتها بمساحتها الجغرافية وضاقت بحجمها الضئيل فاختنقت بطرًا، وأضحت خطرًا تفتش عن مساحة، عن دولة، عن قيمة، عن سمعة، عن بُعد.

ولكونها أمّية في السياسة، والتاريخ، والجغرافيا، والفكر، والأدب، وعلم الاجتماع السياسي، والرياضيات، والعلوم، والفنّ …….إلى آخره.

ولأنها أصبحت ثريّة، وأضحى دخل الفرد فيها محط أنظار الاقتصاديين في العالم.

ولأن الأمراء من آل ثاني، الذين بيديهم مقاليد الحكم، والإمارة (أتناوله كاسم متوارث في بيئتهم)

لامجال فيه للجدارة، والحنكة، والجسارة، والدّهاء، والحكمة …..إلى آخره.

مثل الملكيّات، والإمارات الأخرى التي تستند على عمق، ووعي، وفكر، وأدبيات كثيرة ليس المجال هنا لذكرها.

إذًا هذا الثراء للإمارة، مع هذا الغباء السياسي، إضافة للمشاكل النفسية نتيجة متلازمة الفقر الجغرافي، وأضيف لكل ذلك الحنق على المَلكيّات العميقة، والإمارات الرشيدة ذات الثراء الفكري، والحضاري، والتي تحيط بها من كل الجهات، والحسد لحضور تلك الدول في المشاهد العالمية بكفاءة، وفاعلية.

كل تلك الأمور جعلت حمد وعصابته عُرْضةً للخطف كونهم مهيؤون لذلك، ولن يحتاج ذلك لكبير عناء، وهذا ما حدث بالفعل.

التفّ حوله المنتفعون الباحثون عن الثراء، والحاقدون الباحثون عن نشر العداء، والأعداء الباحثون عن تقطيع أوصال البلاد العربية، والإسلامية، ونشر الفوضى، والإرهاب.

إذًا كل من له فائدة مباشرة، أو غير مباشرة سواءٌ على مستوى الأفراد أو القيادات، أو الهيئات، أو الدول ضل يصفق بطريقته الخاصة لأفعال هذا الأعرابيّ وعصابته، والذي أتى بما لم تأتِ فيه الأوائلُ.

تاريخ قيادة قطر الذي يخجل منه تاريخ العرب، وهو طبعًا يمثل من قام به تنبأ به رجل في الخرج قبل أربعين سنة (ويصدّق كلامي هذا مجموعة من الأصدقاء بمحافظة الخرج).

وهذا الرجل (رحمه الله تعالى) كان كثيرًا مايقول:

(ما يجيكم بلاكم إلا من قطر)

دون زيادة، أو تفسير، أو مبررات، أو أسباب.

4 ردود على “بطر: القيادة المريضة نفسيًّا والشرّيرة سلوكيًّا”

  1. يقول عبدالمحسن العنزي:

    كلام جميل وفقك الله ابا يزيد

  2. يقول ابو محمد:

    مقال رائع لافض فوك

  3. يقول عبدالله:

    طلمت نفسك

  4. يقول ابو محمد:

    مقال رائع لا فض فوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *