الدوار الحميد

الدمام - خواطر الشهري

دوار تشعر به عند تقلبك على الفراش أو عند نهوضك المفاجئ، وقد يصاحبه طنين في الإذن؛ في أول وهله تعتقد أن لديك التهاباً في الأذن، لكن تكتشف أنه جزء من عرض بسيط قد يبدأ من أواخر العشرينات.

ترافقك الدوخة أيام قليلة أو قد تصل لمدة شهر، تكون بين دوار موقعك، ودوارك أنت في المكان الذي تكون فيه، وسرعان ما تزول؛ فقد تحدث الدوخة بدون سبب، فلا ضرورة للخوف أو تأويل العرَض؛ فعلاجه هو القيام ببعض التمارين المخصصة، وفي حالات أخرى إن تكررت قد تكون نتيجة عرض ما فلابد من زيارة الطبيب.

وبهذا الموضوع سألت “صحيفة عناوين” الدكتور طارق رمضان من مجموعة الفارابي الطبية عن الدوار الحميد فأجاب:

غالبا لا يوجد سبب ظاهر للدوار الحميد لكن هناك نسبة ضئيلة من المرضى تحدث لهم عقب صدمات للرأس أو نزلات البرد الشديدة، وأيا كان السبب فهذه النوبات الحادة من الدوار تنتج عن نزع بعض بلورات الكالسيوم (المعروفة بـ “اوتوكونيا” أو الـ “اوتوليث”) من موضعها الطبيعي في الانتفاخ الدهليزي، وتحركها إلى إحدى القنوات الهلالية (غالبا الخلفية)، هذا الخلل الحركي الطارئ الذي يحدث عادة في جهة واحده فقط، يؤدى إلى اختلاف الإشارات المرسلة إلى المخ (مركز السيطرة الأعلى) وبالتالي يعجز المركز عن تحديد مكان الرأس بدقه، فيشعر المريض بدوار الرأس.

قد يصيب الدوار الحميد الجنسين، لكن نسبة حدوثه للنساء تقريبا ضعف الرجال، وهذا الخلل قد يحدث في أي عمر، بعد اكتمال تكوين الجهاز العصبي، وقد يشكوا منه طفل دون العاشرة مثلا، لكن الأكثر شيوعا حدوثه بعد الخمسين، وكلما زاد العمر زادت احتمالية حدوثه.

إذا كل ما يستثير القناة الهلالية الخلفية ممكن أن يؤدى لظهور هذا النوع من الدوخة مثل: النظر إلى أعلى أو إلى أسفل، حركة الرأس السريعة، عقب صدمات الرأس، التقلب في الفراش، وإدارة الرأس.

في بعض الأحيان أثناء إجراء معين يحتاج طبيب الأسنان للطرق بشده أسفل الفك العلوي، ويؤدى هذا إلى حدوث الدوار.

وتوجد بعض العوامل التي تزيد الأمر سوءا مثل: تغير الضغط الجوي، النوم غير الكافي، والضغوط العصبية؛ وهناك ارتباط وثيق بين الدوخة الحميدة مجهولة السبب والشقيقة (الصداع النصفي).

وقد تثير نوبات الدوخة الحميدة الجفاف الناتج عن فقدان الجسم للسوائل، نتيجة اسهال شديد مثلا، كالذي يحدث نتيجة تناول مضادات حيوية عقب العمليات الجراحية.

وفي النوبات المثلى يستمر الدوار لمدة ثواني إلى أقل من الدقيقة، لكنه يتكرر مع العوامل السابق ذكرها لأيام وربما أسابيع في النوبة الواحدة، وقد تتكرر هذه النوبة بعد شهور وربما بعد سنوات.

والعلاج الأمثل لهذا النوع من الدوار هو العلاج الطبيعي؛ عن طريق تمارين معينه يفضل أن يقوم بها شخص متمرس (أخصائي العلاج الطبيعي) وقد يتعلمها المريض أيضا ليجريها في منزله، وأشهرها تمرين “إيبلى” وتمرين “سيمونت” كما يمكن الاستعانة بجهاز “ديزي-فيكس” لنفس الغرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *