أولوند يتناول العشاء مرتين مع كل من أوباما وبوتين لتحريك موضوع أوكرانيا

باريس ـ متابعة عناوين : 

يتناول الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند اليوم الخميس العشاء مرتين إحداهما مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والثانية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إطار محاولة فتح قناة للحوار بشأن أسوأ أزمة أمنية تواجه أوروبا منذ الحرب الباردة.

وواجه أولوند انتقادات في فرنسا لعدم تقديمه أي مبادرة بشأن أزمة أوكرانيا.

وقال دبلوماسيون إن هدف أولوند هو تدبير لقاء أول لكسر الجليد بين بوتين والرئيس الأوكراني المنتخب بيترو بوروشينكو في فرنسا على الرغم من استمرار المعارك في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا.

وذهب المسؤولون الفرنسيون إلى حدود بعيدة للفصل بين أوباما وبوتين في باريس- بناء على طلب واشنطن- قبل حلول موعد الاحتفالات بالذكرى السبعين لانزال قوات الحلفاء على شاطئ نورماندي بفرنسا في يوم النصر الذي يوافق يوم الجمعة.

ويلتقي زعماء 18 دولة يوم الجمعة على شاطئ نورماندي للمشاركة في الاحتفالات.

ومن المتوقع أن تشهد العاصمة الفرنسية إجراءات أمنية مشددة بدءا من ساعات المساء الأولى مع وصول أوباما وبوتين جوا في حين تصل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بالقطار من لندن في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام هي الخامسة لها منذ اعتلائها العرش عام 1953.

وقال أولوند للصحفيين يوم الأربعاء “أوكرانيا واستقرارها وأمنها على المحك. تستقبل فرنسا العالم على أرضها في الخامس والسادس من يونيو حزيران وهذا يلزمنا بمسؤولية محددة.”

وقال بوتين الأربعاء إنه يرغب بلقاء أوباما في فرنسا لكن الرئيس الأمريكي تجنب الفرصة حتى الآن. وهو ما سيجعل أولوند يتنقل بينهما لكن هذا لن يمنع وزيري خارجية البلدين من اللقاء اليوم الخميس.

وفي مؤشر على الحساسيات القائمة بين الزعماء سيسرع أولوند خارجا من اجتماع مع الملكة البريطانية في قصر الإليزيه ليتوجه إلى مطعم راق يطل على جادة الشانزليزيه لتناول طعام العشاء مع أوباما قبل أن يعود ثانية إلى مقر إقامته لتناول عشاء متأخر مع بوتين.

وأمضى أولوند معظم الأسبوع الحالي في بولندا أولا ثم في بروكسل في بلجيكا حيث حضر مؤتمر مجموعة السبع وذلك في محاولة لفتح قناة حوار دبلوماسية في شأن أزمة أوكرانيا بعد أن أرسل دعوة في اللحظة الأخيرة إلى بوروشينكو لحضور احتفالات يوم النصر.

وحارب الأوكرانيون في صفوف الجيش الأحمر السوفيتي الذي هزم ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وقال الدبلوماسيون الفرنسيون إن أولوند- الذي التقى بوروشينكو في بولندا يوم الأربعاء- يريد على الأقل أن يدفع بوتين ونظيره الأوكراني إلى مصافحة بعضهما في غداء الرؤساء الذي يتم بعيدا عن الأضواء يوم الجمعة في قصر بينوفيل الذي يعود تاريخ بنائه للقرن الثامن عشر وحيث ستكون الغرف جاهزة لعقد اللقاءات الثنائية بين الرؤساء.

وأضاف الدبلوماسيون أنه في حال حصول مصافحة بين بوتين وبوروشينكو فستعتبر اعترافا ضمنيا من الرئيس الروسي بشرعية بوروشينكو قبل يوم من تنصيب الأخير. وهو ما يفتح الباب أمام بدء حوار بين البلدين.

وفي إشارة على ما يبدو للاعتراف بالانتخابات الأوكرانية قال نائب وزير خارجية روسيا جريجوري كاراسين إن سفير موسكو إلى أوكرانيا سيحضر تنصيب بوروشينكو.

وقالت كاميل جراند مديرة مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الذي يتخذ من باريس مقرا له إن “وجود كل هؤلاء الرؤساء مع الرئيس الأوكراني هو امر له دلالته الكبرى حتى لو لم تكن المناسبة سياسية.” وأضافت “إن وجود بوروشينكو لا يتعارض مع وجود بوتين.”

وفي مقابلات مع وسائل إعلام فرنسية يوم الأربعاء لم يستبعد بوتين حصول مقابلة مع نظيره الأوكراني هي الأولى منذ ضم روسيا لمنطقة القرم الأوكرانية في مارس آذار الماضي.

وقال لمحطة تي إف 1 الفرنسية لدى سؤاله عما إذا كان راغبا بلقاء بوروشينكو “تعرفون إنني لا اخطط لتجنب أي شخص. سيكون هناك ضيوف آخرون وأنا لن أتجنب ايا منهم. سأتحدث معهم جميعا.”

وتوترت العلاقات بين موسكو وكل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ أن أطاح متظاهرون موالون لتوجه أوكرانيا نحو الغرب بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو في فبراير شباط ما دفع روسيا إلى احتلال القرم ومن ثم ضمها.

ونشرت موسكو عشرات آلاف الجنود بالقرب من الحدود الأوكرانية وحذرت من أنها قد ترسلهم إلى الداخل لحماية السكان الناطقين بالروسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *