بشرى لمرضى السرطان..ابتكار مسكن قوي له نفس كفاءة المورفين

الرياض - متابعة عناوين

كشف التقرير الذي نشر مؤخراً بالموقع العلمي الأميركي Livescience، النقاب عن عقار جديد لتسكين الآلام المزمنة القوية يُغنى عن الحاجة لاستخدام المسكنات الأفيونية مثل المورفين، المعروفة بآثارها الجانبية الخطيرة، وكما تعد المسبب الأول للوفاة الناجمة عن جرعات الأدوية الزائدة، وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض الأميركية CDC.

الدواء الجديد له نفس فاعلية المورفين بدون آثار جانبية

ووفقا لما أورد موقع “هافنجتون بوست عربي” ، يُطلق على الدواء الجديد اسم “BU08028″، وأشرف على الأبحاث الخاصة به فريق مشترك دولى من العلماء في جامعة ويك فورست الأميركية، وجامعة باث البريطانية، وأثبتت التجارب التي أجريت على قردة المكاك، أن العقار يتمتع بفاعلية كبيرة في تسكين الآلام، لا تقل عن كفاءة المسكنات الأفيونية الشهيرة دون أن يتسبب في الإدمان أو أي آثار جانبية خطيرة.

ومن جانبه قال البروفيسور ماي شاون كو، أستاذ الفسيولوجيا وعلم الأدوية بكلية الطب جامعة ويك فورست، والمشرف الرئيسي على الدراسة “مخ قردة المكاك يشبه إلى حد كبير مخ الإنسان، وهو ما يبشر بأن العقار الجديد سيتمتع بكفاءة كبيرة وسيساهم في تسكين الآلام المزمنة”.

ما هي المسكنات الأفيونية؟

وأوضح التقرير الأميركي أن المسكنات الأفيونية تعد من الأشهر العقاقير المضادة للآلام المزمنة، وظلت تستخدم على مدار العقود الماضية، وتشمل: الهيروين والمورفين والكودايين والفيكودين والأوكسيكونتين، وهي تعمل عن طريق الحد من شدة إشارات الألم التي تصل للمخ عبر التأثير على المستقبلات الأفيونية الموجودة بالمخ، وبالأخص المستقبلات المعروف باسم “MOP”.

المشكلة أن المسكنات الأفيونية لها قابلية شديدة للإدمان، حيث يعتاد المرضى عليها وفى كثير من الأحيان لا يستطيعون التوقف عن استخدامها، نظراً لأن المستقبلات التي تؤثر عليها هذه أدوية المورفين وأخواتها، هي المسؤولة في الوقت نفسه عن الشعور بالنشوة والنهم والمكافأة.

دراسة سابقة قادت الفريق البحثي لتطوير الدواء الجديد

وتوصل الفريق البحثي إلى العقار الجديد استناداً على أحد الدراسات التي أجريت مؤخراً وكشفت أن الأدوية التي تستهدف المستقبل العصبي “NOP” لها على القدرة على منع الآثار الجانبية الخطيرة الناجمة عن المسكنات الأفيونية، وهو ما استغله العلماء الأميركيون والبريطانيون، حيث قاموا بتطوير عقار رائع “مزدوج” التأثير، بحيث يستهدف المستقبلات الأفيوينية لتسكين الآلام، ويؤثر في الوقت نفسه على المستقبل العصبي”NOP”، وهو ما يجعله يقلل خطر حدوث الإدمان بشكل ملحوظ.

وأضاف التقرير أن الدواء الجديد “BU08028″، لا يتسبب في أي آثار جانبية خطيرة، وعلى النقيض تماماً، قد تتسبب المسكنات الأفيونية في العديد من المشاكل الطبية مثل فشل الجهاز التنفسي أو السكتة القلبية، وهي تعد من أبرز الأسباب المؤدية للوفاة بين مستخدمي هذه العقاقير المضادة للآلام.

التجارب على الإنسان ستبدأ خلال عامين

وأكد الباحثون أن التجارب على الإنسان من المنتظر أن تبدأ خلال العامين القادمين، لافتين إلى أنهم يأملون أن تكون النتائج رائعة وتحاكي النتائج التي حصلوا عليها خلال تجارب قردة المكاك، وخاصة أن الأخيرة تستجيب فسيولوجيا للمسكنات الأفيونية بشكل مماثل للإنسان تقريباً، وهي ساهمت كثيراً خلال العقود الماضية في تطوير المسكنات الأفيونية من خلال إجراء التجارب قبل الإكلينيكية عليها.

وأردف الباحثون أن العقبة والتحدي الوحيد الذي قد يواجههم هو كيفية تحضير العقار الجديد “BU08028” في صورة كبسولات يتناولها المرضى عن طريق الفم دون أن تقل فاعليتها وتأثيرها الدوائي مقارنة بالأمبولات التي تستخدم عن طريق التنقيط الوريدي، مضيفين أن العديد من الأبحاث الطبية خلال الفترة القادمة سوف تركز على كيفية حل هذه المعضلة.

ونشرت هذه النتائج على الموقع الإلكتروني للمجلة العلمية الشهيرة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences” في التاسع والعشرين من شهر أغسطس الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *