محمد الدخيل

كاتب وناقد سعودي

الجوال.. من قصة جحا إلى إخوان الصفا

أيهما أهم: الإنسان أم أشياؤه؟ ومالذي يعطيه الحضور والقيمة؟ ذاته أم مايملكه من أشياء؟ لازلنا نذكر في كتب الطرائف قصة (جحا) حين كان مدعوا لحضور وليمة وكيف ذهب إليها بثياب رثة فلم يُسمح له بالدخول، وكيف ذهب إلي بيته ولبس جبة فاخرة وعاد بها من جديد فسمح له عندها بالدخول ولقي ترحيبا وتبجيلا في المعاملة، فأخذ حين جلس إلى المائدة يمارس فعلا فاقعا في رمزيته حين أخذ يُطعم جبته ويدعوها للأكل بحرص وإلحاح، محتجا بإنها أحق منه بالطعام إذ لولاها لما أستطاع الجلوس إلى المائدة أصلا!! اليوم حدث معي أمر مختلف ومشابه، إذا اكتشفت وأنا في الطريق إلى مقر عملي ...

  • منذ 3 سنوات

فقدان حاسة الشم.. ما هو أبعد من كورونا!

“لا تسمح الرائحة بالتعبير عنها، لكن تقارن بسهولة بارتباطها مع غيرها من الحواس”.. (إيمانويل كانت). من أكثر الأشياء التي جعلتني أحرص على أخذ لقاح ضد فيروس كورونا خوفي على حاسة الشم أن تتأثر أو تنعدم لدي كما حدث مع بعض من أصيبوا بفيروس كورونا. الرائحة (خطر لي هنا أن أتساءل كيف جاءت التسمية، وهل هي من الرواح أم من الراحة أم ماذا؟ خطر لي أيضا كم تبدو الكلمة جميلة صوتيا، تمثل لي واحدة من أهم الأدوات التي اكتشف من خلالها العالم حولي وأشكل رؤيتي وموقفي من الناس والأشياء. وبقدر فقدان اللغة للكلمات التي تعبر عن الرائحة وتصف أنواع الروائح (وهي ...

  • منذ 3 سنوات

تسليع النساء!!

مئات المشاهد والصور التي تعج بها وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وتقتحم هاتفك الجوال في كل لحظة، لنساء يتم التركيز على أجسادهن وإبراز مناطق الإثارة فيها. مثل المؤخرة والصدر. ‏كلها يتم إبرازها بأحجام معينة أضخم من المعتاد و غير طبيعية غالبا، أي تم العمل عليها جراحيا لتبدو بهذا الشكل. ‏الوجه مصدر المشاعر وعنوان روح الإنسان وإشعاعه، وسبب التعلق والوقوع في الحب، يأتي جانبيا وثانويا، بعد أن تم تسليعه هو الآخر بعمليات نفخ الشفاه والشد والحقن، حتى صار الجميع متشابهًا وفقد الوجه معناه. منذ مدة أصبحت هذا المشاهد تسبب لي الكثير من الانزعاج. صرت أرى كيف أن المرأة قد أصبحت سلعة يتم ...

  • منذ 3 سنوات

شقاء الإنسان.. بين شغف ونداءات وأشواق!

سأحدثك اليوم -عزيزي القارئ- عن نفسك، ولكن اسمح لي أولا أن أعتبر أنك إنسان مختلف من خلال اهتمامك بقراءة مثل هذا النوع من المقالات. سأدخل لهذا الحديث بداية بالحديث عن القديس أوغسطين ( 354-430، الجزائر ) الذي يعد أحد آباء الكنيسة العظام، وتميز بتحولاته الروحية العديدة، و بحبه للحقيقة والحكمة فدرس الفلسفة وآمن خلال رحلة بحثه تلك بالمانوية فترة من حياته، وعاش طويلا صراع الجسد والروح، وألف كتبا عديدة منها: (رسالة في خلود النفس، وكتاب الاعترافات الشهير، ومدينة الله، وفي الموسيقى). القديس أوغسطين يمكن أن يكون نموذجا لذلك الإنسان الذي دائما ما تقدمه لنا الحياة ضحية لتنازع مكوناته، وأولها نداءات ...

  • منذ 5 سنوات