مكتشف أمريكا سعودي قطعا!!

لماذا يبدو تصريح أي نجم (كإردوغان) أهم وأخطر من تصريح غير النجم، وإن كان باحثاً أكاديمياً، يعتمد على ما وجده من إشاراتٍ تاريخية يستنتج منها أن »أمريكا« مكتشفة قبل »كولومبوس«، من قبل البحارة المسلمين؟ هل يعود ذلك إلى أن جمهور »النجم« هو ـ في الغالب ـ من الشعب الذي »تجمعه طبلة وتفرقه عصا«، بينما جمهور الباحث هو من النخبة التي تستقبل طرحه بالعقل لا بالعاطفة الجياشة؟ هل المشكلة في النجم أم في النجومية؟

وللتوضيح: لو أن الرئيس التركي الداهية حسب حساباً لذاكرة تلك الجماهير (حين انسحب من برنامج تلفزيوني؛ واضطر خلف الكواليس أن يرسل توضيحاً رسمياً لإسرائيل يطمئنها على التزام تركيا بعهودها واتفاقياتها مع العدو الذي قتل أطفال غزة) أ.. أين وصلنا؟ آه.. هل كان سيتميلح بأن مكتشف أمريكا مسلم؟ ولكن السؤال الأخطر: ماذا سيجني »السياسي« من هكذا تصريح غير دغدغة جماهير (مسخسخة) أصلاً؟ ومكمن الخطورة في أن الرجل بعد فوزه بانتخابات الرئاسية التاريخية، لم يعد لديه هدف أعلى من القمة! وسيكشف التاريخ أنه لم يأتِ بمجدٍ حقيقي إلا لنفسه فقط، مثله مثل »أوباما« الذي أعطاه الله مفاتيح التاريخ؛ ليغير السياسة الأمريكية والعالمية، لكنه أخلد إلى الأرض، ولم يخرج من بحر ظلمات »النسق«، واكتفى من المجد بـ»تشبيكه« أرضاً بيضاء دون زكاةٍ أو ضرائب! ويظل الاستثناء الوحيد هو »ظل التاريخ«/ (نيلسون مانديلا)، الذي استثمر (نجوميته) في تغيير ثقافة شعب »جنوب أفريقيا«، وقد قدم مجده الشخصي قرباناً لمستقبل الأجيال، ولم يذبح وطنه ودينه قرباناً لنفسه وحزبه!

أما التاريخ فلن يضع (إردوغان) في سماء (مانديلا)، ولا في »شبك« (أوباما)، بل مع الفنان »محمد عبده«، الذي صرح لـ(العرَّاب) بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سعودي، وحين استضافه »تركي الدخيل« في »إضاءاته« لـ(يرقِّع) تلك السقطة، كشف عن عمق مأساتنا الثقافية (الشعبية)، وهو يبرر مراده بأن (كل ما في الجزيرة العربية سعودي بالتأكيد)!

وليت (إردوغان) يقف عند »طمام محمد عبده«؛ فإن المؤشرات (الهياطية) توحي بأنه ربما (وربما فقط) لن تتركه الأضواء إلا وقد حطم أسطورة الفنانة »المملوحة«/ أحلام!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *