إلى متى ! ؟

 إلى متى والمجتمع الرياضي السعودي يظل رهين أقلام كاذبة اعتلت الكراسي والبرامج والصحف وإلى متى يظل حبيس أصوات منافقة ارتفعت تدعي الصدق فيما تكتب .. جمهورنا أصبح مسير فقط لما يقوله فلان ولما يكتبه علان .. أشخاص لم تحترم قلمها ولسانها وضميرها فكتبت وتفوهت بما لا يليق بمنافسة كرة قدم التي في الأساس هي “لعبة” وجدت لاستمتاع بها لا أكثر .

 إلى متى والمجتمع الرياضي السعودي يتأثر بعمود يُكتب في صحيفة فيكون سببا في عداوته لأخيه ، ولقاء يُبث في برنامج يكون سببا في بغضاء يحملها لحبيب ، وتغريدة تُغرد في تويتر تكون سببا في ذهاب حسناته بسبب سب أو قدف أو تهكم صدر منه .. ما أحببنا كرة القدم هكذا ، ولن نحبها أبدا لو علمنا أنها ستصبح هكذا .

 كرة القدم أصبحت لنا حياة لا نقوى على تركها ، وأصبحت لنا غذاء نتغذى بقراءة صفحاتها ، وأصبحت متعة يومنا إذا تناقشنا في أمورها .. لكن لا نجعل برنامجا هدفه رخيص جدا يؤثر على سلوكنا وتصرفاتنا ، ولا نجعل قلما باع ضميره وأصبح يكتب ليس من تلقاء نفسه بل من تلقاء غيره يجرنا إلى كُره ما أحببنا .. فكُرة القدم ثقافة تغرس في النفوس أسمى معاني الأخلاق والاحترام والاعتراف بأحقية الغير إذا استحق .

 نشاهد القنوات والصحف والحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي فلا نشاهد مهنية إطلاقا بل نشاهد إثارة مصطنعة وتأجيج للشارع الرياضي بأهداف رخيصة جدا .. فلا نقرأ غالبا إلا تراشق في الكلمات وتصفية حسابات فيما بينهم .. غرسوا في فكر المتابع الرياضي لكرتنا المحلية أفكارا مغايرة لما هو مأمول من الإعلامي تجاه المتابع .. الإعلامي يحمل المسؤلية في قلمه ولسانه كالمعلم بين طلابه تماما .. للأسف المتابع اليوم أصبح همه ليس الفائدة المرجوة من الطرح المفيد والمادة القيمة بل أصبح لسان حاله في كل مرة يقول “من اللي سكّت الثاني أكثر” !

 اعذروني يا أحبة على حروف بائسة كتبتها على حال كرة بلدي .. هذه الكرة التي هي المتنفس لي ولكم ولمن هم في جيلي ولغيرنا .. سنكرهها بسبب هكذا أمور نشاهدها .. لا ثقافة نستفيد منهم ، ولا احترام متبادل يصدر منهم ، ولا منافسة شريفة يطلقونها .

 إلى متى هذا الأسى يا رياضة بلدي !؟

(مجرد رأي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *