مشروع ألماني يسعى إلى مواجهة البطالة في تونس

الاستقرار الاقتصادي وتشغيل الشباب

كيف يمكن دفع عجلة الاقتصاد التونسي نحو الأمام وبالتالي تخفيض مستوى البطالة بين الشباب بشكل مستدام؟

هذا ما فكر به توبياس زايبرليش. في مكتب الهيئة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في تونس، يشرف زايبرليش على عديد من المشروعات التي يُفتَرَض أن تساعد الاقتصاد التونسي، وتخلق فرص عمل أفضل في سوق العمل. أحد هذه المشروعات هو مشروع “الاستقرار الاقتصادي وتشغيل الشباب”.

 

السيد زايبرليش، يصل معدل البطالة بين الشباب في تونس إلى 35 %. من أين جاءت هذه النسبة المرتفعة؟

إنها ظاهرة معقدة. لدينا في تونس بطالة بنيوية. هذا يعني أن فرص العمل المتاحة لا تناسب إمكانات وخبرات الناس الباحثين عن عمل. بهذا يكون هناك شباب يحملون مؤهلات جيدة من ناحية، ونحو 100 ألف فرصة عمل شاغرة متاحة في سوق العمل، لا يمكن شغلها من ناحية أخرى. وهكذا هي الحال على سبيل المثال مع الذين درسوا الأدب العربي، والذين يواجهون صعوبة في إيجاد عمل في هذا المجال. ولكن إذا لم يتمسكوا بالعمل في مجال اختصاصهم، فإن إمكانات العثور على فرص عمل تصبح أفضل.

 

ما الذي تسعى إليه هيئة GIZ من مشروع “الاستقرار الاقتصادي وتشغيل الشباب”؟

الهدف هو تحسين فرص العمل والتشغيل للشباب والشابات في مناطق محددة من تونس. إنها صياغة عامة للغاية. “الاستقرار الاقتصادي وتشغيل الشباب” المعروف اختصاراً  Iseco، يركز بشكل خاص على روح المبادرة، وبالتالي تأسيس الشركات الجديدة. نسعى من خلال Iseco  إلى الوصول إلى جيل الشباب، الذين لديهم أفكار للعمل والتأسيس. نرافقهم في تطبيق أفكارهم عملياً، وصولاً إلى تأسيس مشروعاتهم الخاصة، ونستمر في تقديم الدعم لبضعة سنوات، حتى بعد البدء بالإنتاج.

 

المشروع مستمر منذ 2015م. ما الذي تغير منذ ذلك الحين؟

تطور المشروع على مر السنين بما يتناسب وحاجات السوق. بعد أن بدأنا مع مرافقة ورعاية مباشرة لرجال أعمال شباب، ننسحب الآن تدريجياً. في المناطق الأربعة عشرة التي نعمل فيها، نحاول تأسيس بِنَى محلية، وندعم بذلك بناء شبكات ومؤسسات تساعد الشباب خلال مرحلة التأسيس. وهي ما تسمى “لجان الدعم”. مع هذه اللجان نحاول تأسيس هيكليات، تستمر في المستقبل، حتى بعد إنتهاء المشروع في 2022م.

 

ومن الذي يمول لجان الدعم؟

نحن نعمل مع الحكومة التونسية. حيث نتعاون في هذا المشروع مع وزارة الصناعة. ونحاول بالتعاون مع الوزارة التخطيط لتخصيص مبلغ محدد في الموازنة التونسية، من أجل تمويل لجان الدعم. لهذه الغاية نتحاور الآن مع وزارة المالية.

 

كيف يتم تقديم المشورة لمؤسسي الأعمال الجدد؟

لدى لجان الدعم كتالوج لبرنامج الخدمة. يبدأ بالتقدير فيما إذا كانت الفكرة صالحة للمستقبل على الإطلاق. هل هناك حاجة في السوق؟ بعد ذلك يقوم المستشارون بالتعاون مع رجال أعمال المستقبل بوضع خطة وبرنامج العمل. كما تقوم لجان الدعم أيضا بمساعدة المؤسسين كي يتمكنوا من ريادة أعمالهم بأنفسهم. كيف أدير الموازنة؟ كيف أدخل الأسواق؟ كيف يمكن تسويق بضائعي؟ كيف أتحدث مع العملاء؟ هذه هي المهارات التي يجب أن يمتلكها كل مؤسس أو رجل أعمال جديد. وهذا الدعم تقدمه اللجان حسب الحاجة.

 

هل يمكن أن تذكر لنا مثالا من أحد المشروعات؟

نعمل على أطراف الصحراء، في توزر وقبيلي. هناك يوجد سيدة شابة، اكتشفت كيف يمكن الاستفادة من أشجار النخيل في صناعة ألواح التحميل. وقد عمدت إلى تأسيس شركة، تقوم باستخدام نفايات النخيل وتحويلها إلى ألواح تحميل مضغوطة. أعتقد أنها فكرة رائعة.

ساعدنا هذه السيدة في تطوير خطة العمل، والعثور على أسواق لبيع الألواح، وقمنا كذلك بالتحليل والدراسة. يجب أن تحقق ألواح التحميل مواصفات ومتطلبات معينة. كما يجب أن تتمتع بمتانة معينة وأن تتحمل أوزانا محددة. ومن أجل تحقيق هذه المواصفات يحتاج المرء إلى علوم هندسية، غير متوفرة لدى السيدة. لهذا قمنا بتقديمها إلى مؤسسات تمكنت بالتعاون معها من وضع هذه التحليلات والدراسات.

من المفترض على سبيل المثال أن تتولى لجان الدعم مثل هذه المهمات في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *