إيران وتركيا وربيع العرب
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
هل هدأت عاصفة الخليج العربي، وبصورة أخرى هل تكشفت عاصفة الخليج؟
بالتأكيد أنها تكشفت وتبين رأس جبل الثلج وجسده والأكمة وما وراء الأكمة:
– لقد فشل المشروع الإيراني السياسي والمذهبي، المشروع السياسي العودة إلى أن تكون جندي المنطقة القوي قبل حكم الملالي، إلى الدولة التي كانت تحاصر الخليج العربي وتهدد في المد السياسي على شواطئ الخليج الغربية، ونشر المذهب الشيعي في الوطن العربي والعالم الإسلامي، إلى دولة محاصرة اقتصاديًا وكما يقول العرب كالبعير يأكل من سنامه، ومن قوة بحرية في شمال الخليج وسيادة شبه مطلقة على دول المنطقة في مضيق هرمز، تحولت إلى دولة تعيش على الحيلة الاقتصادية تطاردها الدول في هرمز لتمنعها من بيع نفطها، وناقلاتها مطاردة من البوارج ومن الحصار العسكري ومقاطعة الدول.
أما تركيا الدولة التي ما زالت تعيش حقبة الدولة العثمانية وتريد أن تجر العالم الإسلامي وأيضًا العربي إلى إمبراطورية هي من دفنها وطالب بإلغائها بعد الحرب العالمية الأولى الربع الأول من القرن العشرين، تركيا اليوم محاصرة في شرقها من الأكراد الذين يطالبون بدولة على الأراضي التركية، ودولة الأكراد كبرى على أراضٍ تركية وإيرانية وسورية وعراقية، كذلك تعيش تركيا حربًا في الشمال السوري وعلى حدودها الجنوبية والشرقية متورطة في حرب أطرافها سورية وروسيا وإيران وأمريكا، وخلافات متعددة نفطية وسيادية وغيرها مع اليونان والاتحاد الأوروبي.
هذه الويلات التي تجر إلى الدولتين إيران وتركيا خرجت من رماد الربيع العربي التي أسهمت طهران وأنقرة في التأجيج والثورات والتدخلات معتقدين أنها فرصة سانحة لتدمير العرب أو دخول العرب بالثورات والفوضى وخلط الأوراق.
الربيع العربي كله شر، لكن من أتون الحرب تولد بعض الآمال وتتكشف الأوراق وتفضح الدول، فالدول التي رفعت أصوات زغاريدها عاليًا مثل تركيا وإيران ترحيبًا بالربيع، نراها اليوم غارقة في الحروب والنار تأكل أطرافها.