انتبهوا فالكلاب مسعورة

لم تتعرض أي دولة في العالم لهجوم شرس كما تتعرض له المملكة هذه الأيام. وقضية السيد جمال خاشقجي وإن كنا ننظر لها بإنسانية، إلا أنها تعتبر نقطة في بحر من التجاوزات والجرائم التي ارتكبتها العديد من هذه الدول الناعقة. جرائم ذهب ضحيتها ملايين البشر، وإرهاب هز العالم، وضحايا قتلوا بدم بارد. كل الدول الناعقة اليوم ضدنا ارتكبت ما يكفي من جرائم تتجاوز جرائم الحرب. فمن غزو للدول إلى الاغتيالات المنظمة، مرورا بجرائم التعذيب والتفجيرات. وكلها أهم عشرات المرات من اختفاء رجل لا أحد يعرف أين هو الآن.

كيف تتبنى دول لها وزنها وتاريخها العريق روايات لم يستطع مطلقها إثبات ولو جزء بسيط منها؟ وكيف يستمر الهجوم المنظم والمسعور تجاه المملكة في وقت لم تثبت أي جهة أن هذا المواطن قد قتل فعلا وأن قتله تم داخل قنصلية بلاده!؟. إنها حرب مبيتة ومكتملة العناصر.

ومع أن مشكلتنا اليوم مع تلك الدول والمنظمات والمؤسسات الإعلامية الفاسدة هي مشكلة خطيرة، إلا أن الأخطر هو مع من ظل صامتا حتى اللحظة رغم كل ما يراه أمامه من شواهد تؤكد أن بلاده تتعرض لهجوم لم يسبق له مثيل. مشكلتنا مع من صم أذنيه، وأغمض عينيه، وبلع لسانه، وكأن الأمر لا يعنيه.

ستمر هذه السحابة بكل ما فيها من ألم ومرارة، على أمل بأن تفتح صفحة الحساب والعقاب. فكل ما يتمناه المواطن الشريف من حكومته، ألا تنسى شرذمة الداخل ممن آلمونا بسكوتهم وبتجاهلهم الدفاع عن وطنهم. وألا تنسى أعداء الخارج الذين جرحونا بتعليقاتهم وتمادوا في إظهار عداواتهم لنا.

ولقد صدق الإمام الشافعي حين قال: جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقي وما شكري لها حمداً ولكن عرفت بها عدوي من صديقي.

ولكم تحياتي.

محمد البكر

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *