أنفاق غزة.. تقنية قديمة تؤرق إسرائيل

كان الحديث دائماً عن الأنفاق بين قطاع غزة ومصر والتي تستخدم في نقل البضائع والسلاح، لكن الحديث تحوّل الآن إلى أنفاق بين غزة وإسرائيل تستخدمها المقاومة في التصدي للاحتلال الإسرائيلي، وأدت إلى اتهام المخابرات الإسرائيلية بالفشل.

وقد زار مراسل القناة الألمانية الأولى أحد الأنفاق التي تربط بين غزة وإسرائيل والتي بني العديد منها على عمق شديد وتصل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. وهكذا يمكن لعناصر المقاومة الوصول عبر تلك الأنفاق إلى داخل إسرئيل، وشن هجمات على غرار ما حصل في الأيام الماضية ردا على العدوان الإسرائيلي، حيث تمكنوا من قتل عدد من جنود الاحتلال.

وقد عثرت إسرائيل على هذه الأنفاق وتقول إنها تبلغ قرابة ثلاثين نفقا وتريد الآن تدميرها. والمشكلة تتمثل في أن كل نفق له مخارج عديدة في غزة، مما يجعل السؤال المطروح هو: هل هذه الأنفاق ثلاثون فعلا، أم أكثر؟

الجيش الإسرائيلي يقول إنه بحاجة إلى أسبوع ليدمر الأنفاق كلها، وحسب مجلة دير شبيغل فإن إسرائيل كانت تعتقد قبل عدوانها الحالي أن عدد تلك الأنفاق التي تصل إلى الأراضي الإسرائيلية ثلاثة، بينما تقول أجهزة استخبارات أميركية إن صورا التقطتها الأقمار الصناعية تكشف وجود نحو ستين ممراً.

وقد سمحت السلطات الإسرائيلية للقناة الألمانية بتصوير النفق الواقع قرب مستوطنة في جنوب إسرائيل، ويبلغ عمقه بين 20 و30م، وطوله قرابة ثلاثة كيلومترات، وعرضه 70 سم، بينما يبلغ ارتفاعه من الداخل نحو 1.7م. والنفق مزود بالكهرباء، وجوانبه مبطنة بالخرسانة، وتتراوح تكاليف بناء نفق كهذا ما بين 600 و700 ألف يورو (ما بين 800 و940 ألف دولار).

خطة عسكرية
وحسب مجلة دير شبيغل فإن الهجمات التي تأتي عبر الأنفاق هي حاليا أكبر تهديد يواجه أمن إسرائيل، وإن الرأي العام الإسرائيلي مندهش من قدرة المقاومة الفلسطينية على بناء نظام الأنفاق تحت الأرض. ولذلك فإن الأصوات تعلو في إسرائيل متهمة أجهزة الاستخبارات والجيش بالتقليل من شأن الخطر لسنوات، ويتحدث أعضاء بالكنيست عن “فشل شامل” لجهاز الأمن.

وأضافت المجلة الألمانية أن يوسي ألفير الذي عمل لسنوات ضابط مخابرات بالجيش الإسرائيلي وبجهاز الموساد انتقد ما يحدث، قائلا “يبدو أنه لم يكن هناك أحد لديه القدرة على إدراك حجم نظام الأنفاق”، بينما قال السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورن الذي كان عميل استخبارات أيضا إن “الأنفاق خطط تنتمي إلى القرون الوسطى، لكننا لم نستطع رصدها على الرادار”.

والأنفاق بين إسرائيل وغزة ليست وليدة اليوم، بل كانت موجودة حتى قبل الحصار الذي فرض على غزة، وكانت تستخدم في تهريب البضائع من وإلى إسرائيل. وعبر أحدها تمكن عناصر المقاومة في قطاع غزة عام 2006 من دخول الحدود الإسرائيلية واختطاف الجندي جلعاد شاليط.

فوارق
لكن الفارق هو أن الأنفاق في تلك الفترة كانت بسيطة إلى حد ما وتعبر الحدود لبضعة أمتار فقط، وأضافت مجلة دير شبيغل أن المخابرات الإسرائيلية كانت على علم بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زادت من بناء الأنفاق الهجومية بعد العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل ضدها قبل نحو عامين.

واختتمت المجلة تحقيقها حول الأنفاق بين غزة وإسرائيل بتكرار قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لن يعطي أوامره للجيش بالانسحاب من غزة إلا بعد تدمير كافة الأنفاق، وهو ما يعتبره خبراء أمرا غير واقعي. وقال الضابط الإسرائيلي المتقاعد أتيا شيلاخ لصحيفة “تايمز” الإسرائيلية “إننا لن نعثر على الأنفاق كلها، وفي اللحظة التي سنترك فيها قطاع غزة سيبدؤون في الحفر من جديد”.
المصدر : دويتشه فيلله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *