هياط بهياط

في السنوات الأخيرة كَثُر استخدام هذه الكلمة بشكل كبير جدًّا، ساعد في هذا الإنتشار على ما أعتقد وسائل التواصل الإجتماعي.

لنقف على هذا الإسم (الهياط) في معاجم اللغة.

معنى هياط في معجم المعاني:

هياط: مصدر هايطَ.

هم في هياط ومياط: في شرٍّ وجَلَبَة. وقيل: في دنوٍّ وتباعد.

هايطَ الرجل: ضجّ.

هايط جاره: استضعفَهُ.

هايطَ: أجلبَ.

معنى هيط في لسان العرب:

مازال منذ اليوم يهيط هيطًا، ومازال في هيط ومَيط وهياط ومِياط أي:

ضجاج وشرّ وجَلَبَة.

لنعودَ لمعناها المُشاهدُ حاليًّا، قولًا، وعملًا.

كَثُرَ المُهايطون لدرجة أنّ (المهايطقي) اختلط عليه الأمر لدرجة أنه أصبح يهايط في ذمّ المهايطيّين ليبعد عن نفسه المهايطة.

من وجهة نظري أن المهايطة هواية، لذلك يختلف الناس في ممارستها، والإحترافية في أداء طقوسها تبعًا للمدارس التي ينتمون إليها، أو الدرجات الهياطيّة التي حصلوا عليها، وبالتالي شهادات الهيط والميط التي قضوا سنوات في الإنكفاء على مقرراتها، ومراجعها حتى أضحوا من الذين يُشار لهم بالهياط أقصد بالبنان في هذا التخصص.

كيف تميّز بين الرجل المهايطي، والآخر الطبيعي، بمعنى كيف أعرف أنّ فعل هذا الرجل دخل في قالب المهايطة، وبالتالي من قام بالفعل فعلًا مهايطي؟

الأمر أضحى في هذا الوقت سهلٌ جدّا، وفي نفس الوقت صعبٌ جدًا، لماذا أيضًا؟

قبل الإجابة على ذلك يجدر بنا أن نعرّج على بيئة المهايطة، أو المناسبات التي يمكن أن تدخل في جانب الهياط، من ذلك يمكن لك أن تعطي النسبة الهياطية لهذا الحدث.

إذًا وبناءً على ذلك؛

الهياط يكثر في المناسبات الإجتماعية، وبخاصة في إقامة الإحتفالات غير المبرّرة، أو في المبالغة في الإحتفالات المبرّرة، وتكون كذلك في (الترزّز بدون مناسبة، والخروج عن المألوف في قوالب جديّة)

عمومًا الموضوع شائكٌ جدًّا .وواضحٌ جدًّا. كيف؟

مثال:

شخصٌ مّا أقام مناسبة ما لشخصٍ ما فبالغ في ذلك من حيث التكلفة (بذخ، وتبذير ، وإسراف) وانتقاء للمدعوّين ،وتسليط الأضواء الإعلامية من تصوير، وخلافه.

وترزّزَ هذا المضيّف حتى أضحى ثقيلًا على النفس.

هذا المشهد نحن من نحكم عليه، منّا من سيقول: هياط في هياط

ويبني على ذلك أدلّة، وشواهد سواءٌ كان غائبًا، أو (من ضمن المعازيم)، ومنّا من سيقول : المُحتفِي : كريم، ورمز بالندى.

والمحتفى به: يستاهل.

إذًا في الغالب الهياط من وجهة نظر خاصة أضحى هو سيّد الموقف، في الكثير من المناسبات، وأضحى الكثير منّا يميّز بين المهايطة والجبلّة أو الطّبعُ (إن صح التعبير).

ولايعني ذلك الجواز في الدخول بنوايا الناس، فلايعلم عن ذلك إلا الله.

وحتى نكون موضوعييّن هناك الكثير من الأقزام الذين باتوا يتربصون بشيم ومكارم وسلوك من تجاوزوهم في هذا الأمر فباتوا يرمونهم بالهياط حين عجزوا عن القيام بما يقومون به أولئك الأكفاء، والقدوات.

والله من وراء القصد.

3 ردود على “هياط بهياط”

  1. يقول متعب العنزي:

    فعلا كلام في الصميم ويجسد واقعنا المرير
    والله يديم علينا هذه النعمه
    مقال أكثر من رائع سلمت أناملك يا أبا يزيد

  2. يقول محمد جزاء مرجي:

    احتواء للموضوع و وصف من جميع الجوانب
    سلمت أبايزيد

  3. يقول محمد الصقيران:

    ابدعت ابا يزيد ووفقت في حسن اختيارك للموضوع ادام الله عليك الصحة والعافية امين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *