البطالة .. والحل الامثل

لاشك أن البطالة تحد احد اكبر التحديات التي نواجهها في اقتصادنا، وأن مواجهتها والتقليص منها هو ضرورة وطنية واولوية اقتصادية،  إلا أننا يجب أن نعي أن البطالة من المستحيل أن تكون «صفرا» لدينا ، وأن التوجه الأساسي الذي يجب أن نعمل عليه هو الحد من ارتفاعها أولاً، ولنكن واقعيين ونتفق بأن القطاع الخاص وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة، لا يمكنه حل مشكلة البطالة مفرداً، وأن منهجيتنا في مواجهة البطالة كانت بطريقة «الدفع والإلزام» ، وكان ناتج ذلك تضرر طرف مهم في معادلة سوق العمل، وهم «أصحاب العمل» خصوصاً في مسألة التوسع أو الانتشار، وأيضاً بذلك لم نصل إلى تحقيق مفهوم السعودة الحقيقي والشامل، إضافة إلى أننا لم نتمكن من الحد من ارتفاع معدلات البطالة أو حتى فتح فرص عمل للداخلين حديثاً لسوق العمل خلال السنوات القادمة، والأهم من ذلك أننا تناسينا أهمية التراكم المعرفي في سوق العمل والذي له دور كبير في بناء سوق عمل قوي وتنافسي وبناء جيل مستقبلي مميز.

إذاً ما هو البديل ؟ وهل التوظيف هو الحل الوحيط للبطالة؟

من وجهة نظري الشخصية أن الوقت حان لفتح مجال تشجيع العمل الحر بالتعاون مع القطاع الخاص بدلاً من الاعتماد على التوظيف فقط لتقليل معدلات البطالة، وذلك من خلال برنامج تحفيزي بديل عن جزء من السعودة المطلوبة، فلو تم تخصيص جزء من مشتريات القطاع الخاص لأصحاب المشاريع الناشئة والصغيرة كبديل عن السعودة لأصبح لدينا جيل إبداعي ذو مسؤولية، وبنفس الوقت سيساهم القطاع الخاص في فتح فرص أمام الباحثين عن العمل ليكونوا أصحاب أعمال.

ختاماً : مللنا من معارض التوظيف التقليدية، وحان الوقت لوجود معارض بشكل دوري لفتح فرص أعمال مع أصحاب المشاريع الناشئة والصغيرة لتشجيع العمل الحر وعدم الاعتماد فقط على انتظار الوظيفة ، وهذا التوجه لن ينجح إذا لم يتم استثناء أصحاب تلك المشاريع من بعض الإجراءات والرسوم المعقدة.

(سويلم السويلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *