توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة

للأسف انتشرت ظاهرة استغلال ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل الشركات، وذلك لتحقيق نسب السعودة المطلوبة من وزارة العمل.

وبلغة الأرقام، فإن نسبة البطالة بين ذوي الاحتياجات الخاصة في الدول النامية تصل إلى 70%، وتشير الاحصائيات ان نسبة غياب الموظفين منهم هي أقل من غيرها، كما ان معدل استمرارهم بالعمل أعلى من غيرهم، اضافة الى تفوقهم في العمل في كثير من المهمات والمشاريع المسنودة إليهم.

ايضا لابد أن ندرك إن العمل المنزلي أو ما يسمى بالعمل عن بعد، هو عامل مهم لنجاح توظيف أكبر نسبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ووجود برنامج وسياسة خاصة للاهتمام بهم وتوظيفهم بضوابط واضحة، يعتبر مطلبا عاجلا ومهما؛ لتفادي عمليات الاستغلال التي تقوم بها الشركات للاستفادة منهم.

وزارة العمل مهمتها صعبة في مراقبة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديد القاعدة الوظيفية التي من الممكن أن يعملون فيها، ويكون مرتبطاً ببرامج تدريب وتأهيل وحوافز، كما يجب ان يشمل البرنامج على تكريم للشركات المساهمة بتوظيفهم بشكل كبير، اضافة إلى تكريم الموظفين المميزين.

إنه من واجبنا الوطني أن نهتم بتمكين الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع المحلي، وكمسؤولية اجتماعية، ليصبحوا أفراداً مساهمين في بناء هذا البلد، أسوةً بغيرهم ممن يعملون بإخلاص للوطن، وأن نعمل بأقصى جهد لنشر ثقافة تمكينهم بين جميع شرائح المجتمع، من خلال استحداث مبادرات من خلالها يتم تقديم خدمات توظيف متخصصة لهم لدخول سوق العمل بكفاءة، وفتح باب الفرص المتكافئة للجميع، ايضا يجب مقاومة جميع التوجهات التي ترمي الى عزلة ذوي الاحتياجات الخاصة عن المجتمع، وإبعادها عن فرص العمل والانجاز.

وبالنهاية، فإنه حتى ننجح في خلق فرص وظيفية لذوي الاحتياجات الخاصة فإنه لابد من التعاون بين القطاع الحكومي من جهة، والقطاع الخاص من جهة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *