أليسَ المواطنُ هو رجل الأمن الأوَّل؟

ليس هناك رمادية في موقفنا تجاه العابثين بأمننا، ليس هناك ضبابية في مواقفنا تجاه من يهدد أمننا أيًّا كان، جهات كانت أم أفراداً، موقفنا هو موقف حكومتنا _حفظها الله_ والتي تحكم وتصدح بالحقّ، وتطبّق الشرع.

أمننا خطٌّ أحمر، أي تجاوز، أو تعدٍّ عليه، يُجابه بعزم، وحزم من الجهات المعنية، وهذا ما تمَّ سابقاً، ويتم الآن، وسيتم لاحقاً _بإذن الله_، الكل يقوم بمسؤوليته، والكلّ له دورٌ حسب المهام المنوطة به.

ما أعنيه هنا بلا مزايدة على أحد، هو أنّ أمننا لا يتجزأ، فالأمانة، والمسؤولية يجب القيام بها على الوجه الأمثل، فالجميع له دورٌ في أمن الوطن، أليس المواطن هو رجل الأمن الأوّل؟

هذا الأمر, والواجب يسري على الجميع, كلٌّ من منطلق واجباته تجاه دينه, ومليكه, ووطنه في أطرافه كافة, ليس الأمرُ في الأمن فرض كفاية إذا قام به رجال الأمن, سقطت المشاركة عن المواطنين والمقيمين, لا ينضبط هذا الأمر إلاّ بما تستدعيه المهام والمسؤوليات المنظمة للواجبات, والمهام, والأدوار, وتلك بديهيات تتحقق من خلال النجاحات, أما أن يكون الكاتب, أو الشاعر, أو كل من يملك زمام المفردة, ويستطيع من خلال قلمه أن يسطّر كلمات تنضح بالولاء, والحب, والانتماء, والارتباط بهذا الوطن العظيم حكومةً وشعباً, مراقباً وحسب, فإن الأمرَ حتماً لا يستقيم, إذ يجب عليه لزاماً القيام بواجباته على أكمل وجه, وتفعيل مشاركته حسب ما يتطلبه الأمر.

فرض كفاية هنا _إن جاز لي ذلك_ يكون بقيام من يتطلب منه أداء الواجب تجاه وطنه بما يمليه عليه ضميرُه الحي، دون تردد أو خوف أو وجل، حسب قدراته، وامكاناته، ومسؤولياته، وبخاصة من هم في المجال الإعلامي، ومن يكون في مداده قبسٌ يضيء في فضاءات الوطن، وتكون كتاباته مشعل حق، وخير تعطي كلّ ذي حقٍّ حقه، أليس الحقُّ أبلج، والباطل لجلج؟

لسنا في وارد مزايدة على حب الوطن، ولسنا في ميزان قياس للوطنيّة، أكاد أجزم أن الكلّ _وفي الميادين كافة_ يحمل في فؤاده الشيء الكثير من الحب والانتماء لوطنه.

ما أردت الإضاءة عليه هو البوح، والتعبير بكل أمانة وصدق، لكل ما يجري من منجزات على أرض هذا الوطن العظيم، أيًّا كانت هذه المنجزات أن تصدحَ بالحقّ، ليس في هذا جرأة، بل هو محض الواجب، وليس في ذلك مِنّة أبداً أن تعرّي الباطل، وتخوّن الخائن، وتمقت الشرَّ، وتكشف الزّيغ، وتعادي وتحارب كل من أراد مسّ أمن وطننا، فليس في ذلك شجاعة، أو جرأة, فما ذلك إلاّ واجب تمليه علينا المبادئ الثابتة, والصادقة.

الوطنية والانتماء ليست شعارات نردّدها، بل هي مهام وواجبات يجب أن نقوم بها على أحس وجه.

الإضاءة على رجال الأمن، وتمجيد دورهم الكبير في دحر الإرهابيين، يعتبر وفاءً منّا لهم، وتشجيعاً يمدّهم بالعزيمة والإصرار؛ للمضيّ قُدماً في أعمالهم مع يقيننا أنهم يستشعرون ذلك من باب المسؤوليات والواجبات المنوطة بهم، يؤدون كل ذلك بلا منَّة ولا فضل، وهذا بفضل الله ما تجسّد في قرارة أنفسهم؛ يؤكده الولاء للملك ثم الوطن في المنشط والمكره.

وعلى الجانب الآخر يجب أن تكتمل الصورة، ويتّضح المشهد بتعرية وفضح من أراد فساداً في الوطن، وبخاصة في المجال الأمني، وهذا ما تمّ بفضل الله تغطيته من خلال الإعلام بقنواته المتعددة، وبوسائله المختلفة (صورةً، ونثراً، وشعراً) كلها توضح بجلاء أن لا مكان لهذه الطغمة الفاسدة بيننا ولا عيشَ لهم معنا، مدحورون بعون الله أينما ظهروا سنواجههم علانيةً بكل الوسائل، فهم أخسأ أن يحركوا بنا شعرة.

لنمض سوياً من خلال الأدب، والشعر، وكل أنواع البيان بدحرِ هذا المسخ، ومحاربتهم بنَبل البيان وفي خَلدِنا أنهم مارقون، ضالّون، خوارج مأفونون, ضعفاءٌ, أنجاسٌ, لوطنهم ولدينهم خائنون, أقزام وفي الظلام يعملون, خفافيش ليلٍ عابثون, مؤدلجون, وبغبائهم وجهلهم يعلمون, ولا يعلمون, هم في الحضيض قابعون, طبّل لهم من في الخفاء يعملون, ليستدرجوهم من حيث يبتغون.

لنمضِ سوياً ولتكن أقلامنا أسنّة ونَبْلاً، فهم أوهى من أن يقابلوا بأكثر من ذلك، إلاّ ما يتطلبه المقام للحفاظ على مقدرات الوطن وساكنيه، وسحقهم بما يليق بهم من العتاد.

ستظل يا وطني _بإذن الله_ مشرقاَ وضّاءً، وتنشر الأمن والأمان في كل مساحاتك الشاسعة، تسير إلى العلياء دوماً، ولا عزاء للأقزام العابثين المأجورين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *