سعودية تعاني في أميركا: تنتظر من يبادر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
هذه سيدة سعودية تعيش في “أميركا” منذ أكثر من اثنين وعشرين عاما، درست وتعلمت في الرياض، وبعد تخرجها وتوظيفها في “مستشفى الحرس الوطني بالرياض” تزوجت من “مسلم من أقارب والدتها” من إحدى الدول القريبة الفقيرة المضطربة، فغادرت معه إلى أميركا، حيث عمله هناك.
ووفقا لرسالتها “المؤلمة”، فقد تعرض “زوجها” لحادث أصبح بعده “مقعدا”، في الوقت الذي أصبح لديها “أربعة أطفال”، فاضطرت إلى أن تعمل لتعيل الأسرة، وتربي أولادها وتعلمهم، وأصبحوا من المتفوقين. اثنان منهم “ابن وبنت” في المرحلة الجامعية، ولا يعيق تفوقهما سوى المصاريف الدراسية، لأن دخل الأم؛ عاجز عن تغطية تلك المصاريف المرتفعة.
تقول: “والد زوجي هو قريب لوالدتي وبعد أن تعرف علي طلبني لابنه وصار النصيب، وزوجي ليس أميركيا، فهو من “……”، وبين والده ووالدتي صلة قرابة، وحاولت في البداية أن نعيش في المملكة، ولكن للأسف لم يكن ذلك ممكنا، حيث أعرف أن كثيرا من صديقاتي اللواتي تزوجن بغير سعوديين، يعانين بسبب الجنسية من المدارس والجوازات وتوظيف أبنائهن.
والحمد لله رزقني الله بأربعة أطفال، ورغم معاناتهم وظروفهم لا يتوقفون عن الاجتهاد.
الشيء الوحيد الذي يصبرني على وضعي في الغربة، هو أن يتخرج أولادي في الجامعة وأعود بهم. وأحمد لله الذي أعانني على أن أرسخ فيهم حبهم للإسلام وللعروبة، ولكن لا أضمن ولا أريد لأحفادي نفس الشيء، والقانون الأميركي الآن أفضل من الماضي بالنسبة لإقامات الأولاد.
أما بالنسبة للمساعدات الاجتماعية في أميركا، فلا بد أن تكون متسولا ومن دون عمل، وفي حالة يرثى لها لتتم مساعدتك، وأنا ولله الحمد أحب أن أكون قدوة لأبنائي وألا أعتمد على عطيات الدولة، وعلى الرغم من الديون أعيش بكرامة، وهنا يتحدثون عن حقوق الإنسان، لكن أحيانا يتم اختراقها بطرق ملتوية، وأنا وأولادي نعاني من ذلك في العمل والحياة، لكننا صابرون.
الشيء المتعب وأرغب بالمساعدة فيه، هو رسوم الجامعة لابني وابنتي وأن يكون الدفع للجامعة مباشرة”.
طرقت باب جمعية “أواصر”، وأبواب كثير من الأثرياء السعوديين، وأرسلت إلى الجميع رسائل عن هذا الوضع، وكتبت إلى جهات رسمية هنا، لكن لم يرد عليها أحد، وهي –كما قالت– تنحدر من أسرة فقيرة، ولا يستطيع أحد من أهلها مساعدتها، والآن لم يعد لديها حل سوى “إيقاف ابنها وابنتها” عن الدراسة الجامعية!
لكن، ما زال لديها أمل في أن تتعاطف معها الدولة هنا، أو السفارة السعودية في واشنطن والملحقية الثقافية، أو إحدى الجمعيات الخيرية أو المؤسسات القادرة، أو أحد الأثرياء، وعنوانها موجود، والتواصل معها والاتصال بها سهل، وأي دعم، هي تريده مباشرة إلى الجامعة لتسديد المصاريف الدراسية فقط، وهي تنتظر من يبادر؟!
قينان الغامدي
نقلا عن “الوطن”