مفرقعات صحفية !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قلت لزميل يدير صحيفة إلكترونية إن الموضوع الذي نشرته صحيفته بعنوان مثير يفتقر للدقة ويغالط الحقائق التي لم تبرز للرأي العام، فكان رده أن الإثارة من أدوات المنافسة في دنيا الإعلام، ولو طبق المعايير الأخلاقية والمهنية التي أثقلت عليه في أهمية احترامها لأغلقت العديد من أعرق وسائل الإعلام أبوابها وضرب أمثلة بصحف مصرية ولبنانية شهيرة !
طبعا كلامه عن إغلاق العديد من أبرز وسائل الإعلام أبوابها فيه شيء من الصحة، لكن المعايير الأخلاقية والمهنية في العمل الصحفي هي ما يميز بين الإعلامي المحترف والإعلامي الفاشل الباحث عن الإثارة بالتبهير والتزييف والكذب !
المشكلة أن بعض القضايا المثيرة المنشورة لا تقف عند حدود الإثارة بل تسهم في شحن وتأليب وإثارة المجتمع واستغلال عواطفه بمعلومات مضللة، وعندما تتكشف الحقائق ويثبت زيف مزاعم أصحاب هذه القضايا المثارة لا يتم توضيح الحقيقة ولا فضح التزييف والكذب بنفس المساحة أو الإثارة وكأن الهدف هو إلقاء المفرقعات في مكان كما يفعل الأطفال والهرب إلى مساحة أخرى لإشعال فتيل مفرقعة جديدة !
المغرد أيضا يتحمل اليوم مسؤولية أخلاقية ومهنية لا تقل عن مسؤولية الإعلامي، فنشر «الهاشتاقات» لقضايا معينة دون تثبت من صحتها أو التعرف على رأي جميع أطرافها هو أيضا عمل غير مقبول، خاصة في مجتمع يقفز فيه الكثيرون إلى بحر العاطفة المتلاطم دون أطواق نجاة الحقيقة !
خالد السليمان
نقلا عن “عكاظ”