بيان «عدم تكرار ذلك»!

انتهى التحقيق الذي أمر به وزير العمل بخصوص شكوى المواطن المشارك في برنامج «الإصرار» إلى تبرئة البرنامج من تهمتي التضليل والتقصير، وتقديم جزرة إرضاء للمشارك بأن صندوق الموارد البشرية سيواصل جهود البحث له ولجميع العاطلين عن فرص عمل!.

الزبدة.. كل واحد يصلح سيارته، لكن الذي لا يمكن تصليحه ولم يفسره البيان، لماذا يتورط جهاز حكومي كصندوق الموارد البشرية في الترويج لفكرة برنامج تلفزيوني تجاري هدفه التربح من إثارة ومعاناة وحاجات الشباب العاطلين عن العمل!.

اللافت في بيان وزارة العمل، أن عبارة «لفت الانتباه لعدم تكرار ذلك» تكاد تتكرر في كل سطر تقريبا، مما يجعلني أسأل لماذا لم يتم التنبه لهذه الثغرات قبل منح البرنامج والقائمين عليه فرصة استخدام اسم صندوق الموارد البشرية لإضفاء المصداقية على حلقاته؟!.

لكن القصة كشفت للمتلقي ٣ حقائق، الأولى عدم دقة رواية صاحب الشكوى، حيث على المرء ألا يسمع من أحد طرفي القضية دون الطرف الآخر، وهذا أمر أدركته منذ سنوات طويلة، حيث يعرض القارئ غالبا الجانب الذي يدعم موقفه ويغيب النصف الآخر للحقيقة، الثانية أن الوعود الشفهية لا قيمة لها بل ما يدون كتابة في العقود، الثالثة أن القيم الأخلاقية في البرامج التلفزيونية تسقط غالبا أمام أهداف التسويق والترويج والتربح من استغلال حاجات الناس ومداعبة أحاسيسهم العاطفية، لكن الفرق هنا أن جهازا حكوميا وقع في مأزق الشراكة في اللعبة!.

خالد السليمان

نقلا عن “عكاظ”