السهر مع الفراج والقوس والعجمة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لم يكن العرب يعرفون السهر دون سبب.. يقول أشهر شعرائهم واصفا ليله الطويل: “وليل كموج البحر أرخى سُدوله.. علي بأنواع الهموم ليبتلي”.. السهر سلوك أو عادة مرتبطة بسبب.. كالسفر أو الهم أو المرض، حمانا الله وإياكم..
أمسى السعوديون في سنواتهم الماضية كائنات ليلية بامتياز.. أعدت قبل يومين في موقع سناب شات طرح قضية “السهر”.. كنت أناقش، أسأل، أبحث عن الأسباب.. واحدة من الإجابات توقفت أمامها، وأردت أن أطرحها أمامكم، كانت من الأخ “فهد المرزوق” الذي ألقى بمسؤولية سهر الشباب في السعودية على أربعة أشخاص.. بتال القوس وتركي العجمة ووليد الفراج ومصطفى الآغا!
يقول المرزوق إن غالبية الشباب يعشقون الرياضة، ومتابعون للدوري المحلي والعالمي.. وللأحداث والتصريحات واللقاءات الرياضية، ولذلك يحرصون على متابعة برامج الزملاء المشار إليهم قبل قليل.. لكن -وآه من لكن- جميع هذه البرامج تعرض عند منتصف الليل، وهو ما يضطر ملايين الشباب -والشابات أيضا- للسهر!
السؤال المشروع: ألا يفترض بالمؤسسات الشبابية والإعلامية أن تتولى مسؤوليتها الاجتماعية.. ما الذي يمنع -مثلا- من إقامة مباريات الدوري بعد صلاة المغرب.. هل المواعيد الحالية مقدسة لا يجوز المساس بها؟!
وما الذي يمنع عرض البرامج الرياضية والشبابية بعد صلاة العشاء، أو عند العاشرة ليلا بدل منتصف الليل.!
هذه القضية ليست هامشية.. اضطربت وساءت علاقة الشباب مع النوم.. ناهيك أن السهر دون سبب وجيه، ظاهرة مخالفة لنواميس الكون، وطبيعة الحياة -“وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا”- كيف للمجتمع أن يعيش حياة صحية آمنة، وخالية من المتاعب والأمراض.. بل كيف يتم التخلص من ضعف الإنتاجية في العمل وكثرة التأخر صباحا في مؤسسات الحكومة والمدارس والجامعات؟!
صالح الشيحي
نقلا عن “الوطن”