ماذا فعلت بنا يا 2020!

صورة الكاتبات
منال الثقيل

ماهي إلا أيام قليلة وتحمل سنة 2020 أمتعتها وتهم بالرحيل تاركةً خلفها ذكريات عصيبة، وأيام غريبة ليست على مستوى الفرد الشخصي بل على مستوى الشعوب والأوطان والعالم أجمع. ترحل بعد أن نفضت من تحت أقدامنا سجادة السكون وطمأنينة الحياة حتى أننا أوشكنا أن نتهاوى يمنةً ويسره لا نعلم ماذا سيحدث!؟ ولا ماذا ينتظرنا في الغد!؟

هل سننجو من رحلة الخوف ومن شبح كورونا البغيض الذي غزا العالم وبدل أحوالهم؟ أم سنكون لا سمح الله من ضحاياه!؟

شهدنا أحداثا لم تكن في الحسبان ولا يتخيلها العقل ولم تتبادر لأذهاننا في يوما من الأيام، مدارس أغلقت ومتاجر خاوية من الناس، وأسواق ومطاعم لا تكاد ترى فيها أحدا شوارع خيم عليها السكون لا يعبر بها عابر ولا يسير بها سائر! تعجبنا من منظر صالات المطارات والتي تخلو من البشر ويعمها السكون وهي التي كانت تضج بالمسافرين ولا تهدأ لثانية واحدة في اليوم. رحلات توقفت لأشهر لا تعلم متى ستنطلق؟ ورحلات لا تعرف متى ستعود؟

مسافات وتباعد بين الأحبة والأصحاب، خوف وتوجس من كل شيء رهبة من الشارع حتى ولو توقفت عند عتبة بابك، وخوف ممن يطرق الباب هل يا تُرى هو مصاب! ؟ أم يا تُرى هو مخالط!؟

شهدنا حفلات وأعراس تعطلت وبات أصحابها لا يعلمون متى يحق لهم أن يفرحوا بها.

عبارات ترددت على أسمعانا كثيرا حتى سئمنا منها (حجر، فيروس، عدوى، لقاح، إحصائيات، كورونا، تعقيم، كمامة، تباعد اجتماعي، تعليم عن بعد). حياة أشبه بالغربة الطويلة التي لا تعرف متى ستنتهي لتعود بعدها إلى أحضان وطنك.

العالم كله في اندهاش ماذا فعلت بنا يا سنة 2020 ؟ وماذا تريد أن تفعل أكثر؟ وهل يا تُرى سوف تُسلمنا إلى سنة 2021 بسلام وأمان وترحل مصطحبة معها فيروس كورونا الخبيث رحيلٌ بلا عودة.

سنة 2020 وإن كانت علمتنا بعض دروس الحياة الإيجابية، ولكن نظل لا نريد لها بقاء ولا لأحداثها عودة نريدها أن ترحل بكل ما فيها من تحولات حياتية مزعجة ومخاوف مرعبة نريد أن تنتهي عند اليوم الأخير من تاريخها لنشيع جنازتها بلا شجن ولا تذكُر لما مر بنا فيها، نريد أن نستقبل العام الجديد بانطلاقه وابتهاجه وفرح نريد أن نعود طبيعيين كما كنا قبل سنة 2020.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *