صياغة جديدة .. للخطاب الإعلامي

مخطئ من يظن أن الخطاب الإعلامي لأي دولة تقوم به الجهات الحكومية المختصة فقط إنما هو خطاب شامل تشارك فيه وسائل الإعلام المختلفة وكتاب الرأي وهم ركن مهم من أركان ذلك الخطاب ودخل ضمن هذه الدائرة المغردون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ولقد كان الخطاب الإعلامي السعودي في الماضي يعتمد على التوجه للداخل ويترك مخاطبة الخارج لمحطات التلفزة المحسوبة على بلادنا اعتمادا على رؤوس أموالها ولا شيء غير ذلك.. وكسبت تلك المحطات أعلى معدلات المشاهدة اعتمادا على أهمية الشأن السعودي الذي يطرح ويناقش من خلالها.

واليوم أصبحت المواقف السعودية تجاه القضايا الدولية المهمة تأتي في صدارة المواقف قوة ووضوحا، فقد تأكدت الحاجة إلى إعادة صياغة الخطاب الإعلامي السعودي للداخل والخارج ليتلاءم مع توجهات القيادة التي تترجم من خلال أحاديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القوية والصريحة ومنها الحديث الذي يذاع اليوم في برنامج 60 دقيقة على قناة CBS الأمريكية، حيث أكد أن بلادنا يمكنها امتلاك القنبلة النووية وبأسرع وقت إذا قامت إيران بذلك.. وهكذا يكون منطق القوة الذي نريده في الصياغة الجديدة للخطاب الإعلامي السعودي ويعمل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد على الاجتماع بجميع أصحاب العلاقة من الكتاب والإعلاميين لوضع أسس الصياغة الجديدة للخطاب الإعلامي بحيث يكون الخطاب موحدا وقويا وسيواصل الوزير اجتماعاته دوريا لتشمل اللقاءات كل شرائح المؤثرين في الإعلام وبجميع الوسائل وخاصة الموجهة للخارج بحيث يشجع من يتحدث إلى وسائل الإعلام الأجنبية بمختلف اللغات ولا ينتقد إذا ارتكب بعض الأخطاء اللغوية التي يمكن إصلاحها بالممارسة مع تعدد اللقاءات والأحاديث.. كما أن اللقاء بضيوف بلادنا من رؤساء ومسؤولين عالميين سيكون له اهتمام خاص حيث لوحظ عدم ترتيب اللقاءات بين هؤلاء الزائرين وهم كثر مع وسائل الإعلام السعودية ومع كتاب الرأي الذين يمكنهم إثراء تحليلاتهم للمواقف العالمية من قضايا المنطقة من خلال قراءة متعمقة لجميع الجوانب عند الحديث مع هؤلاء الزعماء.. وحتى زيارات كبار المسؤولين السعوديين للدول الأخرى من المهم أن يصاحبها لقاءات بين الكتاب وزملائهم الكتاب في الصحف الأجنبية لشرح المواقف السعودية عبر قناة غير رسمية ما يهيئ لها مزيدا من القبول.

وأخيرا: الخطاب الإعلامي الجديد لديه جميع عوامل النجاح، فالسعودية دولة قوية بقيادتها وإمكاناتها وبمواقفها الواضحة من جميع القضايا العالمية وهي أيضا دولة قوية بالكفاءات المؤهلة من أبنائها المتخصصين في مختلف المجالات ومنها مجال الإعلام وبشيء من التنسيق يمكن لهؤلاء إضافة كثير للخطاب الإعلامي الموجه للداخل والخارج وإن تم ذلك عن طريق وسائل الإعلام السعودية فستكون هناك نسبة متابعة ومشاهدة عالية لتلك الوسائل بحيث لا يعتمد الآخرون في متابعتهم للشأن السعودي على غير القنوات الإعلامية السعودية التي تنطلق من هذه الأرض لتدافع عنها بصوت قوي يخرس كل من يتطاول على بلاد الحرمين وما أكثرهم في هذه الأيام.

علي الشدي

(الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *