ماذا قال غير السعوديين عن رؤية 2030

تنشر (عناوين) هنا بعض ماكتب من مقالات لبعض الكتاب العرب وغير العرب وبعض تعليقات الصحف العربية والأجنبية عن رؤية السعودية 2030 وسنقوم بتحديث هذا المحتوى وفق ما ينشر ويكتب عن ذات الموضوع:

الكاتبة الكويتية إقبال الأحمد كتبت مقالة في “القبس” تحت عنوان (عقبالنا) قالت فيها:

“لخص كتّاب ومثقفون سعوديون مميزات الأمير السعودي الشاب ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أذهل العالم عندما تحدث عن رؤية السعودية 2030، بأسلوب ينم عن الثقة والعلم.. بالتالي:

ليست لديه فواتير يسددها لغيره.. هو حر في رؤيته وقراراته.. يتخذ خطواته من دون “إرث ثقيل” يجب أن يأخذه بالاعتبار، مما يؤثر على فاعلية قرارته.. يحيط نفسه بفريق متميز من أصحاب الخبرة ينصت إليهم ويناقشهم بعمق.

وأنا أضيف إليها أن الملك عبد الله أبدع (بكل جرأة وقوة) عرفاً جديد لم يكن موجوداً عندما أضاف منصب ولي ولي العهد إلى تدرج الحكم بالمملكة وسار على نهجه الملك سلمان.. مما ألقى مسؤولية غير عادية على شخص يعرف أنه أهل لها، لأنه الشخص المناسب بالمكان المناسب، وإن كان مكاناً مبتكراً.

تلك كانت المرة الأولى التي نسمع بمصطلح إدمان النفط والغرين كارد للعرب والمسلمين… المرة الأولى التي تنتقل فيها السعودية من المجاملات إلى انتقاد الذات من أعلى المستويات.. عندما استغرب الأمير محمد من أن دولة إسلامية كبرى لا يوجد بها متحف إسلامي.. والإسراف والبذخ وضرورة التغيير في التركيبة المستقبلية للسعودية وشح الخدمات الثقافية وعدم استغلال السياحة الغنية بالمملكة.

المرة الأولى التي أثبتت المملكة بقرار من ملكها أن موضوع تجاوز وقار السن أمر ممكن أن يحصل اليوم بعد أن كان سنّة متعارفاً عليها في دولنا، مطلوب وبشدة في أيامنا هذه بعد أن اختلفت لغة التخاطب وأسلوب المصالح ونهج الشعوب.. عندما تغيرت الظروف وانقلبت.

عندما ننتقد ونقول ونطالب ونهاجم ونخاطب بقسوة بعض الأحيان أنا وغيري الكثيرون من الكتّاب والمثقفين وأصحاب التخصص، وكل من يحب هذه الأرض ويعشقها.. فنحن لا نكرهها أو نتصيد لحكومتها.. ولا يعني ذلك أبداً أن وطنيتنا أقل من غيرنا، بل العكس.

الوطنية أن نمدح ونشيد بالإنجازات.. بالقرارات الصائبة والصحيحة.. بالسياسات الحميدة والصالحة.. الوطنية أن نقول إن هذا خطأ لأنه خطأ.. وليس لأنه صادر عن إنسان لا نحبه لأي سبب كان.

من المهم جداً أن تفرّق الحكومة بين نقد وآخر، وألا ترفض ولا تعير أي اهتمام لكل الانتقادات لمجرد أنها ضدها.. وهذا ما أوصلنا بالكويت إلى حالة الجمود التي نحن عليها.

حان الوقت عندنا في الكويت أن نفجّر قنبلة منعشة تثير الأمل في نفوسنا… حان الوقت أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، وكيف، ولماذا؟ السؤال الذي يقهرني، وغيري كثيرون، أن الكويت ولادة في أبنائها وإبداعاتهم وخبراتهم، ولكنها غير قادرة على النهوض من سريرها.. ليش؟!

الإجابة معروفة وواضحة، ولكنها تحتاج إلى مثل ما حصل في المملكة العربية السعودية.افهموها!”

الكاتب اللباني راجح الخوري كتب في صحيفة “النهار” تتحت عنوان (السعودية الجديدة) قائلا:

السعودية ٢٠٣٠” هذه ليست رؤية إقتصادية طموحة إنها مسيرة فذة على طرقات بنيوية كثيرة، لا تقتصر على مقاربة جديدة لعنصر النفط الأساسي، بل تتناول كل شيء في المملكة : الإقتصاد، التنمية، إعادة بناء قواعد الإنتاج، تنويع مصادر الدخل، ترسيخ علاقة السلطة بالمجتمع على أسس من الحداثة الممنهجة، ما يرسي في النهاية وقبل ٢٠٣٠ عقداً إجتماعياً يتناسب مع دور المملكة المرجعي عربياً وإقليمياً ودولياً.

استمعت جيداً الى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يشرح في مقابلة مثيرة مع تركي الدخيل في “العربية”، برنامجه الشامل حول رؤيته للسعودية بعد عقدين من الزمن، وسبق لي ان قرأت المقابلة التي أجراها معه موقع “بلومبرغ”، والتي إستهلّها بالقول ان الديبلوماسيين في الرياض يطلقون على الأمير الشاب لقب “سيد كل شيء”، لكن من خلال العناصر الشاملة التي تقوم عليها خطته التي أقرّتها الحكومة، والتي تستند اساساً قواعد ثاقبة لإعادة هيكلة الإقتصاد وتحديث اداء الحكومة، ليس من المغالاة القول انها مدخل الى السعودية الجديدة.

المعلومات التي شرحها الأمير محمد عن رؤيته تعني ان المملكة سيكون لها صندوق سيادي يدير إستثمارات حجمه تريليونا دولار، وهذا يعني ان الخريطة الإقتصادية السعودية الجديدة ستعيد بناء وتشكيل صناديق الإستثمارات السيادية في العالم في ضوء التغييرات العميقة التي تشهدها المملكة، لأن صندوقها سيكون أكبر صندوق في الكون، وهو ما يقول “بلومبرغ” إنه يكفي لشراء “آبل وغوغل ومايكروسوفت وبير كشير هاثاواي” وهذه كبرى شركات العالم.

ما يوازي الإقتصاد أهمية وربما يتقدم عليه هو الحوافز والرؤيا والطموح، التي برزت عناصرها عندما شرح الأمير محمد كيف يرى نفسه بالقول هناك فرق كبير بين من يسعى الى تحقيق رؤيته الخاصة ومن يسعى الى التكيّف مع محيطه، فالأول يستطيع ان يوجد شركة آبل مثلاً والثاني يستطيع ان يكون موظفاً ناجحاً في آبل. لهذا ليس غريباً ان يعتبر ان تقديس النفط مسألة خطيرة: “لقد أصبح مثل دستورنا، نحن في حال إدمان نفطية ونسينا ان الملك عبد العزيز ورجاله أسسوا المملكة بلا نفط وتحدوا الإستعمار البريطاني وكسروه… لا النفط يأتي من عملك في الاستثمار”.

يقول الأمير محمد هناك مثلاً مشكلة في الإنفاق العسكري، فالمملكة ثالث دولة في العالم في الإنفاق وتقويم جيشها في العشرينات، “وعندما أدخل قاعدة عسكرية أجد الأرض مبلطة بالرخام والجدران مزخرفة والتشطيب خمس نجوم، وعندما أدخل قاعدة أميركية أجد القساطل في السقف وليس في الأرض لا رخام ولا سجاد فقط إسمنت عملي”!

هذا الكلام ليس عن القواعد العسكرية فحسب، بل ضمناً عن المملكة والحكومة والسلوك الذي يريد ترشيقه وتحديثه، لهذا تبدو “رؤية السعودية ٢٠٣٠” مشروعاً لمستقبل المملكة.

والكاتب اللبناني خير الله خير الله كتب في (المستقبل) تحت عنوان (المملكة قبل النفط.. وبعده) قائلا:

لعلّ اهمّ ما في «رؤية المملكة العربية السعودية 2030» التي اقرّها مجلس الوزراء في المملكة في جلسة برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، هو ربط المملكة بالمستقبل من دون طلاق مع الماضي. هناك للمرّة الاولى، ربّما، كلام من داخل المملكة يعتمد لغة الارقام والتحليل العلمي للوضع السعودي وكيفية تطويره.

يصدر هذا الكلام عن الامير محمد بن سلمان، وليّ عهد وليّ العهد، الذي يتحدّث عن وضع المملكة بكلّ شفافية ومن دون عقد محددا نقاط الضعف ونقاط القوّة وما يمكن عمله من اجل تحقيق الاهداف المنشودة الواردة في «الرؤية».

لا شكّ في ان المقابلة التي اجراها الامير محمد بن سلمان مع الزميل تركي الدخيل وبثّتها «العربية» كانت ايضا نقلة نوعية في حدّ ذاتها، اذ كشفت مدى تقدّم الاعلام في المملكة اوّلاً وقدرة زميل سعودي على الارتقاء بالحوار الى مستوى اي محطة عالمية اميركية او اوروبية جديرة بالاحترام.

قدّم «الرؤية» التي وافق عليها مجلس الوزراء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه الامير محمّد بن سلمان. الملفت انّها لم تتجاهل اي نقطة قوّة يمكن للمملكة الاستناد اليها، مع تركيز خاص على الانسان السعودي، وعلى ان المملكة لم تتأسّس عندما كانت لديها ثروة نفطية. المملكة تأسست وتوحّدت قبل اكتشاف النفط، وهي باقية بعد النفط. لذلك جاء في «الرؤية» ان «ثروتنا الاولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت هي شعب طموح معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها».

جاء كلّ ما ورد في «الرؤية» في اطار عام يشكّل مكامن القوّة السعودية. هناك «الحرمان الشريفان، اطهر بقاع الارض وقبلة اكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والاسلامي وهو عامل نجاحنا الاوّل، كما ان بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة وسنسعى الى ان تكون محرّكا لاقتصادنا وموردا اضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني. ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي اهمّ بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث وتحيط بها اكثر المعابر المائية اهمّية. وهذا هو عامل نجاحنا الثالث».

من كلّ ما ورد في «الرؤية» والحوار مع الامير محمّد بن سلمان، يمكن استخلاص ان هناك مملكة عربية سعودية لديها قيادة شابة تدرك برعاية الملك سلمان وتوجيهاته ان لا مكان في هذا العالم سوى للاقوياء. لذلك لا يجد وليّ وليّ العهد السعودي عيباً في الحديث عن البيروقراطية وكيفية التخلّص من تعقيداتها وعن مشكلة استفادة الاغنياء من الدعم الحكومي المتوفر سواء في المياه او الكهرباء او المشتقات. يقول الأمير محمد بن سلمان صراحة عن الاصلاحات المرتبطة بالدعم: «والله انا ساطبّقها على نفسي، والذي لا يرضى يصطدم مع الشارع» مضيفا:» هذا ليس وعداً. هذا ما يجب ان يكون». يعترف بان نسبة سبعين في المئة من الدعم يستفيد منها الاثرياء»هل هذا يجوز؟»

لم تترك «الرؤية» باباً الّا وطرقته. من تخصيص جزء صغير من «ارامكو» بهدف تكبير حجم الاقتصاد السعودي وتحقيق تحوّل في دخل المملكة «فبدل ان يكون الدخل من النفط، سيكون من الاستثمار»… الى اهمّية الجسر بين المملكة ومصر… الى التسلح ووضع وزارة الدفاع. يتساءل وليّ عهد وليّ العهد «هل يعقل انّه في عام 2014، كانت السعودية اكبر رابع دولة في العالم تنفق عسكرياً واصبحت في 2015 ثالث اكبر دولة تنفق عسكرياً، وليس لدينا صناعة داخل السعودية؟ نعم نحن ننفق اكثر من بريطانيا واكثر من فرنسا وليست لدينا صناعة (عسكرية)». يضيف:» نعم لدينا مشكلة في الانفاق العسكري. من غير المعقول اننا ثالث او رابع اكبر دولة في العالم تنفق في المجال العسكري، فيما لا يزال تقويم جيشها في (درجة) العشرينيات. ثمّة خلل» وثمّة «مشكلة».

ثمة نقاط كثيرة يمكن التوقف عندها من اجل تأكيد التغيير العميق الذي طرأ على طريقة التفكير في المملكة العربية السعودية. يقول الأمير محمّد بن سلمان: «الكثير يربط تاريخ الجزيرة العربية بتاريخ قصير جدّا. هؤلاء تاريخهم 1400 سنة فقط، مرتبط بالتاريخ الاسلامي. لا شك في ان التاريخ الاسلامي هو اهمّ مرتكز ومنطلق لنا، لكن عندنا عمق تاريخي ضخم جدّا يتقاطع مع الكثير من الحضارات. التاريخ العربي هو عبارة عن آلاف السنين، هو تاريخ الكلمة، وتاريخ المبادئ، وتاريخ القيم، ولا يضاهيه اي تاريخ او حضارة في العالم. افضل حضارة وقيم ومبادئ هي الحضارة العربية التي عمرها آلاف السنين».

ما يبعث على الامل ان هناك مسؤولاً سعودياً يتحدث عن» خلل» و»مشكلة» و»هدر» و»ادمان على النفط»، وعن «الشفافية» و»خليط الحضارات الموجود في المملكة العربية السعودية». يقول بشكل مباشر، لم يتعود عليه السعوديون، ان ليس كلّ شيء على ما يرام وان لا بدّ من الاصلاح الجذري. هناك، بكلّ بساطة، مسؤول سعودي يتحدّث عن «الشارع»، اي ان همّه الاوّل هو المواطن السعودي العادي المتوسط الدخل وما دون ذلك. هذا جديد بالفعل، بل ثورة.

كان يمكنه القول انّ العلاج يمكن ان يكون بالمسكّنات او ان يكتفي بالكلام الجميل. الواقع ان «الرؤية» وما قاله الأمير محمّد بن سلمان ليسا مجرّد كلام بكلام. هناك ترجمة على ارض الواقع. كانت «عاصفة الحزم» في اليمن دليلاً ساطعاً على ضرورة التعاطي مع «الرؤية» ومع كلام الأمير محمّد بن سلمان تعاطياً جدّياً. فالمملكة تغيّرت بالفعل وليس بالكلام، بما في ذلك الكلام عن حقوق المرأة ودورها في المجتمع ودور الاسرة والبرامج التربوية المطلوب تطويرها واهميّة ممارسة الرياضة واطالة معدل اعمار السعوديين… والمتحف الاسلامي المنوي اقامته وكثير من غير ذلك وصولاً الى الاستفادة من الثروات التي لدى المملكة من الذهب الى اليورانيوم.

(ردود فعل امريكية وبريطانية)

توالت ردود الأفعال الإيجابية محلياً وإقليمياً وعالمياً، تجاه أكبر خطة للتحول الاقتصادي في السعودية، حيث أعربت الولايات المتحدة الأميركية، في بيان خاص بقناة “العربية” عن “تطلعها إلى تقوية علاقاتها التجارية والاستثمارية مع السعودية” في إطار رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

وأصدر البيت الأبيض اليوم الأربعاء بيانا خاصا بقناة العربية قال فيه: إن “الولايات المتحدة شريك قوي للسعودية في العديد من المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار، ونحن مستعدون لتقوية هذه الشراكة عبر جهود إضافية للمساعدة بخلق مزيد من التنوع الاقتصادي والوظائف والازدهار”.
البيت الأبيض: نتطلع لتقوية علاقاتنا بالسعودية

ونقل البيان “ترحيب الولايات المتحدة بمبادرة السعودية لتنفيذ رؤية اقتصادية تهدف لتنويع اقتصادها وتحقيق تطلعات مواطنيها” وقال: “نحن نتطلع لأن نسمع مزيداً من التفاصيل حول برنامج التحول الوطني للسعودية”.

وأشار البيان إلى أن “الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي تعهدوا في القمة التي انعقدت بالرياض يوم 21 إبريل بالبدء في حوار اقتصادي سوف ينتج عنه منتدى للنقاش لدى دول مجلس التعاون الخليجي وخطط لتبني سياسات جديدة قد تنتج عنها مصادر إضافية لتحقيق حاجات مواطنيها، وتحقيق مزيد من التسهيلات لفتح حوار بشأن التحديات المطروحة بسبب هبوط أسعار النفط وتزايد نسبة الشباب في مقتبل العمر في أوساط السكان”.

.
أمير.. بإمكانيات غير محدودة

وفي سياق متصل، دعت صحيفة “التايمز” البريطانية، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بعد إعلانه عن الرؤية المستقبلية للسعودية والتي قدمها باسم “رؤية السعودية 2030″، واصفة إياة بـ”الأمير غير المحدود”.

وخصصت الصحيفة البريطانية افتتاحيتها لـ”رؤية السعودية 2030″ التي تهدف للتخلي عن الاعتماد على النفط خلال السنوات المقبلة، وقالت تحت عنوان “أمير غير محدود”، أنه بالرغم من العقبات الكبيرة التي يمكن أن تواجهها الرؤية إلا أنها “تناولت ملفات يُعتبر مجرد مناقشتها تحول تاريخي في السعودية”.

وقالت الصحيفة إن إعلان “الرؤية السعودية” جاء بعد سلسلة من المقابلات التي أجريت مع الأمير محمد بن سلمان خلال الفترة الماضية، والتي أكد من خلالها تمسك المملكة برفض خفض إنتاجها من النفط على الرغم من تراجع الأسعار، وقال فيها إن السعودية متمسكة بخطة “التخلي عن إدمان النفط” والاستعداد لعصر ما بعد النفط بغض النظر عن الأسعار في السوق العالمية، وسواء ارتفعت أم انخفضت.

وأضافت الصحيفة أن الخطة السعودية العملاقة تتضمن طرح ما نسبته أقل من 5%من شركة “أرامكو” للبيع أمام المستثمرين، إلا أن هذه النسبة البسيطة (أقل من 5%) سوف تكون “أضخم عملية طرح أولي عام في التاريخ ويتوقع أن تزيد قيمتها عن 125 مليار دولار”. وبحسب الصحيفة، سيسهم طرح “أرامكو” إلى تأسيس السعودية لأكبر صندوق للاستثمارات السيادية في الكون بقيمة إجمالية ستتجاوز التريليوني دولار، وهو الصندوق الذي سيساهم وبسرعة كبيرة في زيادة الإيرادات غير النفطية للمملكة بستة أضعاف ما هي عليه الآن.

وكشفت الصحيفة إلى أن الأمير الشاب، وهو أحد أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، بدأ إجراءات فعلية لرفع الدعم عن المياه والكهرباء، والتي كانت تصل بمجملها إلى الأغنياء في السعودية، لتصبح آليات الدعم موجهة لمستحقيها من الفئات الأقل دخلاً، كما أن الأمير “تعهد بالقضاء على الفساد، وتمكين ودعم النساء في المجتمع”.

وكشفت الصحيفة أيضاً أن القضية الديمغرافية في السعودية تشغل بال الأمير، حيث إن ثلثي سكان المملكة من الشباب هم من دون الثلاثين عاماً، أما نسبة البطالة في أوساط هؤلاء فتصل إلى 30%، فيما يبقى الاقتصاد المعتمد على النفط غير قادر على توفير فرص عمل لهؤلاء بينما تتمكن “رؤية السعودية 2030” من ذلك.
تفكير عبقري يتطلع للفرص المتاحة

من جانبها، نشرت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأميركية هي الأخرى مقالاً افتتاحيا تحت عنوان: “جرأة رؤية السعودية” والتي رأت فيه الصحيفة أن مشروع رؤية السعودية 2030 تضمن عرضا لفرص ما بعد اقتصاد النفط عوضاً عن مجرد طرح مشاكل السعودية وكيفية معالجتها.

ورأت الصحيفة أيضا أن طريقة تفكير ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحاكي أسلوب عبقري الحاسوب ومؤسس شركة آبل العملاقة ستيف جوبز الذي لم يشغل نفسه بتأمل المشاكل وكيفية حلها فقط بل بالتطلع إلى الفرص المتاحة أمامه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *