الملحم يتعجب من إقحام المملكة في أزمة تخص تركيا

مقال ناري ينتقد خاشقجي ويتساءل: من هو ليعلن الحرب على روسيا ؟

الرياض – عناوين
دفاع عن المملكة أم فزعة لتركيا؟
بهذا السؤال الموحي عنًون الكاتب بصحيفة “اليوم ” عبداللطيف الملحم مقالته التي تداخل بها في النقاش الساخن الذي أثاره الكاتب جمال خاشقجي عندما دعا المملكة إلي مساندة تركيا في أزمتها الملتهبة مع روسيا ، محذراً من خطر سيطول السعودية إن بقي الأتراك وحدهم في هذه المواجهة .
ذكر الملحم إنه اطلع على المقال بعد أن أرسله له أحد الزملاء ، ورغم أنه لم يذكر اسم خاشقجي صراحة ، فإن مضمون ما كتبه دل عليه بشكل واضح ، إذ ذكر مثلا إن ” المقال لإعلامي وكاتب سعودي يتحدث عن خطر بوتين على المملكة” . كما أمح إلي المواقف المتغيرة له ، فقال إن :” كاتب الرأي له الحق أن يكتب في أي جانب سياسي، ويبدي وجهة نظره، وهي آراء من الممكن أن تتغير مع الوقت وحسب الظروف”، مضيفا:” هناك أمور كثيرة شدتني فيما يكتبه، وهي عادة تكون نوعا من التخمين الممزوج بالإثارة، وهذا كما يقولون ما يطلبه المشاهدون. إن أصاب كان بها، وإن لم يصب فسيقوم بتغيير رأيه.. ولكن دائما تحس أنه يركز على أن تركيا ليست بطلة العالم الإسلامي فقط، بل وبطلة العالم”.
وتابع الملحم :” من العنوان، تعتقد أنه عن مملكتنا الحبيبة، إلا أنني رأيت اسم قطر وتركيا أكثر من عشرين مرة في المقال. والأكثر من ذلك هو تجييش المواطن السعودي ضد روسيا لخاطر تركيا بأسلوب وكأننا كسعوديين مسؤولون عن افعال الآخرين. فالطائرة التي أسقطت هي طائرة روسية فوق أراض ليست اراضينا بواسطة طائرة تركية.. فما الذي يضع المملكة تحت تهديد الرئيس الروسي بوتين بغض النظر عن ما تم كتابته في الصحافة الروسية؟”.
وتابع :” سبق أن قرأنا تهديدات أكثر خطورة من صحافة غربية، ولكن الكل يعلم بأنها فقاعات هوائية. وكذلك من الذي أبلغ الكاتب بأن هجوم روسيا على المملكة هو مسألة وقت؟ وما معنى قوله إن بوتين يكرهنا؟ ووضع الكاتب قطر وتركيا في دائرة واحدة مع المملكة. فما الذي يريده من إقحام اسم تركيا في شأن سعودي؟ إن كان بالفعل هناك نزاع بين روسيا والمملكة”.
و تساءل الملحم :” من يكون حتى يعطي انطباعاً أننا في حالة حرب مع روسيا، في وقت يوجد فيه أكبر وفد تجاري سعودي على طاولة مفاوضات مع الروس.. وما هو مستغرب منه هو أن عنوان مقاله الأخير يتحدث عن السعودية، ولكن لم نر اسم اي مسؤول سعودي، في وقت رأينا فيه أسماء قادة إيران وتركيا.. ولا أعرف ما سبب دعوته لتنشيط السياسة السعودية وبالتعاون مع قطر وتركيا لإقناع أوروبا بعدم السكوت عن رئيس روسيا بوتين.. فهل يريد خوض حرب عالمية، في وقت يحذر فيه من حرب عالمية؟ ولكن لماذا يحدثنا الآن فقط عن خطر روسيا؟ فهل هو دفاع عن المملكة أم فزعة لتركيا؟ ولماذا لم نسمع من الكاتب عن مواقف تركيا أثناء تحرك رمال الربيع العربي باتجاه الخليج العربي؟ وقيادتنا هي من تحدد من هو خطر علينا وليس الكاتب.
وكان خاشقجي كتب قبل يومين عبر يومية ” الحياة ” مقالاً مثيراً تحت عنوان ” خطر بوتين على المملكة “، قال فيه إن “الأفضل أن نأخذ على محمل الجد التهديدات الروسية المبطنة في شكل مقالة في صحيفة «البرافدا» تدعو إلى معاقبة المملكة وقطر وتركيا قبل أن تكون الدول الثلاث سبباً في بدء حرب عالمية ثالثة، لدعمها «داعش»! وفق زعم الجريدة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو مقالة أخرى في موقع «صدى موسكو» لمستشار سابق للرئيس، يدعو فيها بوقاحة إلى استهداف مواقع عسكرية ونفطية في المملكة وقطر. نعم بوتين أحمق ودموي ولا يؤتمن وأعتقد بأنه يكرهنا أيضاً، ويجب أن نعتبر هذه التهديدات صادرة عنه مباشر”.
و أضاف خاشقجي :” عاش بوتين سلسلة من الانتصارات انتظمت في عقد كان سيلبسه يوم يبايع بصفته صاحب القوة المهيمنة على منطقة تمتد من القرم حتى الشام، فلم يقطع عليه حلمه غير عناد ثلاث دول رفضت مشروعه، وأبت الخضوع له، هي السعودية وتركيا وقطر”.
وتابع :” سوف تتكرر حادثة الطائرة الروسية، فنحن تقريباً في حال حرب مع الروس على رغم كل الزيارات والاجتماعات والابتسامات. عاجلاً أم آجلاً ستتداخل السعودية وقطر وتركيا مع المعارضة السورية في نظر بوتين، فبعدما يفشل في هزيمتها، سيبحث عن أحد يلومه، ولن يجد غيرنا”.
و استطرد :” ثم إذا ما فشلت مفاوضات فيينا المقبلة (والغالب أنها ستفشل) فلن تجد الأطراف المتنازعة في سورية غير تصعيد المواجهة لتحقيق نصر يحسم الصراع، ما سيؤدي إلى فرز الصفوف إلى «فسطاطين لا ثالث لهما» وليس لأسامة بن لادن علاقة بهذا المصطلح وإن استخدمه مرة واشتهر به، فسطاط الشعب السوري الحر وحلفائه، وفسطاط الثلاثي الطائفي المعادي للحرية وحلفائه أيضاً”.
وخلص خاشقجي إلي :”أننا سنصطدم لا محالة، وبما أن السيد بوتين يفتقد أخلاق الفرسان ليقبل الهزيمة والرحيل بروح رياضية. سيستمر في الغالب في المواجهة، وسيصعد عسكرياً في سورية، سيحاول أن يشق صفنا ويفرقنا، فثمة ثغرات في صفنا يسعى إلى استغلالها، فحالنا كحال الحسين بن علي رضي الله عنهما، حولنا حلفاء سيوفهم معنا وقلوبهم علينا (وقد عكست النص ليتفق مع السياق)، هؤلاء يتفقون مع بوتين في بعض أجزاء مشروعه، إعادة إنتاج الاستبداد في سورية بنظام ديموقراطي مشوه لا يحمل رأس الأسد ولكن يعيش بمخالبه، ولا يضيقون بتمدد إيراني روسي هناك، وإنما يضيقون بصعود المملكة إلى رتبة قيادة المنطقة، وضاقوا أكثر أنها تحالفت مع تركيا، وأن علاقاتها بها تتوسع كل يوم وتخطط للمستقبل معها. لو تغير ميزان القوى في المنطقة لمصلحة معسكر بوتين فسيسفر هؤلاء عن جلدهم الحقيقي وينحازوا إلى القيصر.”
وتساءل خاشقجي في نهاية مقاله :” هل يجرؤ بوتين على عمليات قذرة في بلادنا أو تركيا أو قطر، كالتي دعت إليها الـ «برافدا» ومستشاره السابق المشار إليهما في بداية المقال؟ كأن يستهدف موقعاً يزعم أنه معسكر لتدريب إرهابيين، أو أنه مخزن أسلحة كانت سترسل إلى سورية وتهدد «السلم العالمي» وسلامة الطيارين الروس! هذه أخطار يجب أن تدخل في الحسبان، ما يستدعي تنشيط السياسة الخارجية السعودية بالتعاون مع الأتراك والقطريين لإقناع الأوروبيين بأن سياسة السكوت على بوتين ستفتح شهيته مثل أي ديكتاتور”.

رابط مقال عبداللطيف الملحم :
http://www.alyaum.com/article/4103466

رابط مقال جمال خاشقجي :
http://www.alhayat.com/Opinion/Jamal-Khashoggi/12403576/%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9!

رد واحد على “مقال ناري ينتقد خاشقجي ويتساءل: من هو ليعلن الحرب على روسيا ؟”

  1. يقول Galoli:

    ماكتبة جمال خاشفجي هو الصحيح بل يعبر عن الحقيقة بعينها والواقع السياسي للصراع القائم في المنطقة برمتها وان كانت هذه الحقيقة مؤلمة الا اننا لانستطيع تجاهلها, بل اننا نستغرب هذا الرد من عبداللطيف الملحم والذي يرمز به الى السيد جمال خاشقجي حسب رأي الصحيفة ولم يتجرأ ان يشير الى اسمه, والسؤال الذي يبين هجوم المتخوف يوضح مدى فهمه في السياسه الا اذا كان يقصد من هذا الردالدخول في معترك الاراء السياسيةكمتدرب فقد اساء الاختيارلمنافسه جمال خاشقجي لأن هناك فارق كبير بين المغمور والمشهور, أما التعليق على رد عبداللطيف الملحم فهو ليس بهجوم حسب ماذكرت الصحيفة بقدر ما هو فرصةمغمور يتميلح ونوع من التهوين الذي لو صدقناه نكون عرضة لما تحمد عقباه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *