نبني جامعة ويبنون ميليشيا

ما الذي قدمته دول مجلس التعاون وما الذي قدمته إيران للدول العربية؟. هكذا يجب أن يكون السؤال صريحا لنعرف الصديق من العدو الصامت، في لبنان مثلا دول الخليج قدمت مشاريع تنموية ومطارا ومدينة رياضية وطرقا ناهيك عن مؤتمر الطائف الذي أنهى حربا أهلية شرسة ما كان لأحد أن يتخيل نهايتها، بينما قدمت إيران للبنانيين ميليشيا حزب الله الذي شل أركان الدولة واختطف طائرة لبنان إلى ما لا نهاية، في اليمن قدمت دول مجلس التعاون جامعات ومستشفيات ومدارس بينما قدمت إيران ميليشيا الحوثيين التي عاثت في الأرض فسادا وأسلحة وصواريخ، وفي العراق قدمت دول مجلس التعاون كل ما باستطاعتها تقديمه خلال الحرب العراقية الإيرانية وبعد سقوط صدام حسين أرسلت المستشفيات الميدانية والشركات قبل أن ترسل إيران الميليشيات المدربة والجواسيس والأسلحة الخفيفة والثقيلة التي أشعلت بها نار حرب طائفية لا يعلم نهايتها إلا الله.

في كل جهاز أمن عربي ملف ضخم يئن من كثرة القضايا والحوادث التي كانت وراءها إيران وخلاياها الإرهابية وشبكاتها التجسسية والميليشيات المحسوبة، ويندر أن يوجد في هذا الجهاز حادثة إرهابية واحدة أو ميليشيا تقف خلفها إحدى دول مجلس التعاون، في كل بلد عربي شباب لم يجدوا فرصا وظيفية تؤمن مستقبلهم بسبب الظروف الاقتصادية واستقبلتهم دول مجلس التعاون بصدر رحب وعاشوا بيننا إخوة كراما وشركاء في البناء والهموم، أما إيران فهي لم تستقبل شابا عربيا إلا لتدريبه على عمليات إرهابية داخل بلاده.. أصلا شبابها يبحثون عن أي فرصة للهرب من جحيمها وتتغير حياة الواحد منهم بمجرد حصوله على فرصة عمل في دول مجلس التعاون، ولا يزال عدد لا بأس به من الإيرانيين يخوضون مغامرات خطرة بالتسلل عبر البحر من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى من الخليج!. لذلك يبدو عدائيا جدا هذا الخطاب الذي يوجهه لنا اليوم بعض العرب الذين اختاروا الوقوف في المعسكر الإيراني، عدائي لأنه خال من المسؤولية تجاه اليمن الشقيق، حيث يدعمون بموقفهم هذا وقوع اليمن في فخ الفوضى وحكم الميليشيات الإرهابية وهم الذين عاشوا مرارة الفوضى الأمنية ولا يجدر بهم أن يسقوها لشقيق آخر!، وعدائي لأنه خال من الوفاء تجاه دول مجلس التعاون التي أعطت ولم تتوقع أن هؤلاء الأشقاء هم أول من سينقض عليها وقت الشدائد، وعدائي لأنه خال من العقل فكيف تعادي من يعمر ويستثمر في ديارك من أجل إرضاء من يخرب ديارك!.

الحق كل الحق على دول مجلس التعاون إذا ما استمر عطاؤها كما هو ولم تعد ترتيب الأشقاء والأصدقاء بناء على مواقفهم هذه الأيام.

خلف الحربي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *