أضحكت العالم علينا يا(شيخ)

خالف تعرف.. آخذاً بالمثل السابق، خرج لنا شخص مغمور يحدث بالدين وينكر كروية الأرض ووصول الإنسان للقمر؟ ليعرف بين الناس بمقطعه الشهير الذي يثبت فيه ببساطه وبأمثلة ساذجة عدم كروية الأرض ويصبح في يوم وليلة مشهوراً على مستوى العالم، بتحديه لما أجمع عليه علماء العصر الحديث ولما درسه هو في المدرسة على افتراض أن مناهجنا التعليمية قد اشتملت على هذه الحقيقة العلمية. ولعل صاحبنا قد مر عليها مرور الكرام أو حفظها دون فهم أو دون أن تفهّم له وتشرح أو أن من شرحها له قد أنكرها على أنها من بدع الكفار المنافية للدين والقرآن والسيرة النبوية فتشربها وآمن بها على أنها كذلك ليفندها وبكل بساطة وجهل بالطيران من الشارقة إلى الصين!

من حقه أن يؤمن بما يشاء وأن يتحدث بما هو مقتنع به دون أن يدخل الدين الإسلامي ويستشهد بالقرآن في ذلك ويربطه فيه. أو أن يستشهد بآراء علماء للدين ثقات تحدثوا في هذه القضية الفلكية في زمن مضى دون إلمام كامل بأدلتها وشواهدها المثبتة فأخطأوا ولعلهم تراجعوا عن ذلك، ليسيء للدين ولهم. والعتب كل العتب على من حضر محاضرة هذا الشيخ المحدث دون أن ينكر عقله أمثلته الساذجة أو يناقشه فيها وهو ينكر حقيقة علمية يعرفها طلبة المدارس صغاراً كانوا أم كباراً.

هذا المقطع المصور يضع النقاط على الحروف ويكشف ما نتحاشى كثيراً الخوض فيه لخوفنا من الخطأ أو المساس بثوابتنا الإسلامية مما ترك الحبل على الغارب لكل من أوتي الجرأة وفصاحة اللسان ليترجل ويحدث بعلم أو دون علم طالما أن عباءة المشيخة والدعوة كانت ولا تزال فضفاضة يدخل تحتها من هو أهل لها ومن هو غير ذلك!

ما يحزن حقاً ويدمي القلب هو ثقة ذلك الباحث في الدين المتحدث فيه وهو يفتي في حقيقة علمية مثبته ويفندها خطأ دون أن يهتز له صوت أو يتمهل ليفكر أو يأخذ رأي من هم أمامه فيما هو مبحر فيه من جهالة. كان يلقيها عليهم إلقاء ويسخر من هوليود وبدعها. جهود علماء سهروا الليل ودرسوا وأخلصوا في عملهم لتستفيد البشرية من نتائج بحوثهم الموثقة بالبراهين والأدلة نسفها الداعية في جملة وبتجربة حاضرة أمامه وأمام جمهوره الغافل أدواتها كأس معبأ ب200 مل من الماء وبشت ومنبر اعتلاه هو وأمثاله ليملوا على الناس ما حفظوه أو اجتهدوا فيه مصيبين كانوا أم مخطئين.

وهذا هو بلاؤنا وسبب تأخرنا أنا سمحنا لمثل هؤلاء ليعتلوا المنبر ويفتوا لنا وهم أجهل منا وأعطيناهم من الفرص والدعم ليعلوا ويتسيدوا ويضحكوا العالم علينا بما يخرجون به من بدع تضحك لكنها تبكي. لو كان ذلك المنًظر كبيرا في السن لالتمسنا له بعض العذر وقلنا درس واجتهد في زمن كان طلب العلم في صعباً وانتقائياً. لكنه شاب تخرج من مدارسنا بما فيها من مواد علمية حديثة تشرح ولو بشكل مبسط هذه الحقيقة العلمية التي منها انطلقت اختراعات واكتشافات عديدة خدمت البشرية وأنارت طريقها. لكنها مع الأسف لم تقنع صاحبنا ولم تدخل عقله فتحدث بها وفاجأنا، والله وحده يعلم كم مثله بيننا ممن يحسبون أنفسهم علماء فيدعون العلم ويفتون عن جهل؟!

د. شروق الفواز

نقلا عن “الرياض”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *