يريدون استئصال هويتنا

•• لم يعد هناك من يتحدث ــ في هذه الأيام ــ عن إسرائيل..
•• وجرائم إسرائيل
•• وطموحات إسرائيل في المنطقة العربية
•• كما أن إسرائيل لم تعد تتوقع خطرا عليها من أحد الجيران بالمرة..
•• بعد أن نجحت الصهيونية العالمية في إشغالنا بأنفسنا
•• وببعضنا البعض..
•• وحولت دول المنطقة.. بل وبعض شعوبها
•• إلى أدوات فاعلة.. تقوم بما كانت تقوم به إسرائيل تجاه دول الجوار..
•• وما تشنه علينا من حروب.. مهما عظمت تكلفتها عليها..
•• فقد نجحت الخطة في أن توفر كل هذا على إسرائيل
•• ونجح من يدعمونها.. ويعولون عليها كثيرا لتحقيق استراتيجيتهم الجديدة في المنطقة..
•• نجحوا في أن يحولوا العرب أعداء لبعضهم البعض
•• وخصوما لمن يحيطون بهم في الإقليم.
•• كما نجحوا في أن يوهموا إيـران وغير إيـران
•• بأنها باتت مؤهلة لقيادة المشهد..
•• وتصدر مرحلة مابعد نجاح حروب التصفية والتدمير المتبادل
•• بين دول المنطقة لبعضها البعض.
•• ليس هذا فحسب..
•• بل إنها نجحت في جر بعض الشعوب العربية والإسلامية إلى حروب أهلية داخلية
•• وإلى تحريكها ضد مصالحها.. وحتى ضمن سلامتها واستقرار بلدانها
•• بدعوى الثورة على الأنظمة الفاسدة
•• وبحجة الدفاع عن العقيدة الإسلامية.. والثوابت والقيم الخالدة
•• وبمبرر التحرر والنزوع إلى المستقبل الأفضل..
•• لكن صدمة هذه الشعوب ــ أخيرا ــ كانت قاسية
•• وبالذات بعد أن اكتشفت أنها اسْتُخدِمت كوقود لمؤامرة كبرى
•• وسُخِّرتْ أحلامها.. وطموحاتها لخدمة أعدائها .. وليس لتغيير أنظمتها لصالحهم.
•• وأشعلت الحروب فيما بينها.. لتكسير عظامها.. وتبديد مصادر القوة فيها..
•• وذلك ببث الفتنة بين الشعوب.. ضد بعضها البعض..
•• حدث كل هذا في لحظات غياب الوعي.. وتحت تأثير المشاعر العمياء
•• حتى إذا بدأنا نتنبه مؤخرا لكل هذا
•• وجدنا أنفسنا محاطين بكل صنوف القتل.. والتدمير.. والتشريد.. والتصفية.. لطمس هويتنا العربية والإسلامية..
•• وممن؟!
•• من أبناء هذه الأمة أنفسهم..
•• ومن خلال ثقافتهم.. ونسيجهم الفكري..
•• فيما تحول الأعداء الحقيقيون لنا إلى وسطاء.. ومنقذين..
•• فهل هناك مصير أسوأ مما نحن فيه ومتجهون إليه؟!
•• إن الأمر خطير.. وخطير للغاية..
•• وإذا نحن لم نتنبه له.. ونعمل بسرعة على تصحيح الأخطاء التي أدت إليه
•• فإننا نُعرِّض أنفسنا.. ومستقبل أجيالنا.. للأدهى والأخطر..
•• وتلك هي المأساة (!!).
•••
ضمير مستتر:
[•• الأمة التي تفرط في هويتها.. لا تستحق الحياة.. أو البقاء.].

هاشم عبده هاشـم

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *